الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

استشعار المسؤولية

لقيت واقعة إصابة لاعب نادي الجزيرة أحمد ربيع الذي نتمنى له الشفاء، إثر اصطدامه بعمود الإنارة بملعب اتحاد الكرة، حيزاً واسعاً من التفاعل في الشارع الرياضي الذي تألم بشكل كبير لإصابة اللاعب، وفتحت المجال لإعادة النظر في شروط الأمن والسلامة في الملاعب والمنشآت الرياضية في الدولة، ولأن ملاعب اتحاد الكرة تعتبر حديثة ولم يمضِ عليها سوى سنوات قليلة، كان من المستغرب افتقادها لأبسط معايير السلامة، وكيف تمت إجازتها من جانب الجهات المختصة، التي تتحمل جزءاً أصيلاً وكبيراً من المسؤولية.

ولأن قيادتنا الرشيدة تضرب أمثلة رائعة وراقية في تعاملها مع الحالات الإنسانية، وهو انعكاس لواقعها الحقيقي، بوضعها الوطن والمواطن في مقدمة الأولويات وأهمها، فقد كانت زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للاعب المصاب في المستشفى للاطمئنان على حالته الصحية تأكيداً من سموه على أهمية الحفاظ على سلامة جميع شباب الوطن، وكانت لتوجيهاته السامية بأهمية مراجعة معايير الأمن والسلامة في المنشآت الرياضية استشعاراً للمسؤولية عما حدث، الأمر الذي دفع بالجهة المعنية بهيئة الرياضة للتحرك سريعاً نحو موقع الحدث باتحاد الكرة، للوقوف أمام العمود المتسبب في الحادثة والتقاط الصورة التذكارية للذكرى والتاريخ أو للاستعراض والشهرة.

السؤال الذي يطرح نفسه ماذا لو لم تأتِ توجيهات صاحب السمو نائب رئيس الدولة، هل كان سيتحرك أحد من المسؤولين لمعرفة أسباب ومسببات الحادث، وهل سنجد من يتحرك بالسرعة القصوى لموقع الحادث والوقوف أمام عمود الإنارة لمعرفة الأسباب والمسببات التي أدت لإصابة اللاعب، وهل كان هناك من سيفتح تحقيقاً في الحادثة مع الأخذ بعين الاعتبار إعادة النظر في جميع المنشآت الرياضية في الدولة ومدى مطابقتها لمعايير السلامة، أليست تلك من اختصاصات ومسؤولية الهيئة العامة للرياضة، أليست هي الجهة المشرعة والحاضنة وصاحبة القرار الرياضي الأول، فلماذا إذن لم تتحرك ولم تستشعر دورها ومسؤوليتها إلا بعد توجيه القيادة؟


كلمة أخيرة


تنفيذ التوجيهات السامية لا يتم من خلال استجواب عمود الإنارة والتقاط الصور التذكارية أمامه، بل من خلال استجواب من سمح بوضع العمود في مكان غير صحيح.