الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

مشاريعنا وجناحا الصقر

كثيرون من يهتمون بالتخطيط والتفكير، لكن خططهم تبقى حبيسة الرفوف كما يقال، حيث لم يتم بلورتها أو ترجمتها لتصبح واقعاً يرى ويشاهد.

كما نعلم جميعاً أن عملية التفكير والابتكار حيوية للنجاح، بل تعد عنصراً قوياً في مجال التقدم والنمو والازدهار سواء على مستوى الأمم والشعوب أو على مستوى الأفراد، ودون تأمل وتفكير، لا يمكن أن تكون الصورة واضحة ومفعمة بالتميز ويمكن خلالها الانطلاق نحو النجاح.

لكن المشكلة التي تحدث دوماً هي الفصل بين عملية التفكير وبين التنفيذ، بين وضع الخطط ورسم الطموحات، وبين الترجمة الحقيقة الدقيقة على أرض الواقع، ستجد أناساً يعملون وينصهرون في أعمالهم، لكنهم دون رؤية، دون بوصلة تقودهم نحو الاتجاه الصحيح لتحقيق المكاسب والتميز، وستجد آخرين يمضون الساعات الطويلة في البحث المضني والكتابة والتخطيط ورسم المسارات والخطوات والمراحل، لكنهم يتوقفون هنا فلا شيء يتحول إلى عمل، أو بمعنى أدق لا ينتقلون من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ والعمل.


ولعل ما قاله السياسي الأمريكي جويل باركر، حول هذا الموضوع يعطي المعنى الذي أريد الوصول له، فقد قال «الرؤية من دون عمل ما هي إلا حلم، والعمل من دون رؤية ما هو إلا مضيعة للوقت، أما الرؤية مع العمل فهي ما يمكنها أن تغير العالم».


والذي نصل له أن التفكير ووضع الخطط أمر إيجابي ومطلوب، بل هي وظيفة ملحة وتعتبر واحدة من متطلبات النجاح، ولكن دون عمل وبذل الجهد لتنفيذ تكون دون فائدة وبلا جدوى، والحال نفسه عندما نتوجه نحو العمل دون رؤية ودون خطة، فنواجه العقبات ونخسر الوقت والجهد والمال بسبب الأخطاء التي تقع والتي كان يمكن تلافيها وتجنبها بالتخطيط.

يمكن إذا صح التشبيه أن نعتبر التفكير والخطط كجناح الصقر أو النسر الذي يلحق في السماء، والعمل والتنفيذ الجناح الآخر، لهذا الطير، ودون سلامة الجناحين وقوتهما وتمكنهما من رفع الطائر للتحليق، فإنهما يصبحان دون جدوى، قد تجد أحد الجناحين قوياً ولكن الآخر ضعيفاً، عندها لن يحلق الطائر في السماء، والحال نفسه مع مشاريعنا ومع مبتكراتنا، دون التخطيط والتفكير، ودون العمل والتنفيذ، لن تقوم ولن تنهض، ولن ترى النور.