السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

لغة السلالم

في لغة الألحان، عرّفوا الزمن أو الزمان، بأنه مدة الصوت الناتج عن الآلات أو الأجساد، مع حساب الوقت الذي يستغرقه هذا الامتداد، ويرمز إليه باصطلاحات كتابية تحدد المقدار ودرجة الاستعداد، ومن هنا جاءت ضرورة التدوين الموسيقي بالخط المكتوب، لمعرفة المعيار الصوتي الطروب والمحبوب، والذي يجب إخراجه وفقاً للمطلوب، مع ضرورة إدراك الفترة الزمنية بالطول المنسوب، إلى قائمة القبول في كل الدروب، وذلك لتحديد دقة الانضباط المرغوب، بالضبط كانضباط خطوات النبض في القلوب، ولا يكون ذلك إلاّ عبر كتابة (النوتة) الموسيقية، والتي تتألف من العناصر الفعلية التعريفية الآتية: (السلم، والمفاتيح، والعلامات، والتحويلات)، وإن اختلف البعض على هذه المسميات.

يرتبط مدى تطور اللحن عند أي شعبٍ من الشعوب، بتطور سلّمه الموسيقي على المدى المحسوب، فلكل أمة سلم خاص بها! تفضله ويفضلها! وتعمل به مواهبها، وتظهر فيه أعمالها، فتبني على أسسه لبنة أساسها، وبالتالي ترتكز عليه أهم ألحانها، ليكون الأمر بينه وبينها، كعلاقة تطابق غير متطابقة، أو توافق غير متوافقة، بل أشبه بالتقارب الشديد رغم اختلاف اللغات، وتعدد اللهجات، وتفاوت اللكنات، حيث تبقى حروف الهجاء ومن دون مبالغة، وحدها صاحبة التفرد والأهمية البالغة، لكونها الوسيلة الوحيدة لقراءة أي لغة، وبالتالي تتحدث الأنغام بلغتها الخاصة بها، سواء كان المتحدث أميّاً أم متعلم عليها، فالمهم هو النجاح في إرسال النغمات إلى الأرواح بصورة صحيحة، لكن هذا لا يعني إهمال تعلم لغتها الفصيحة، فمن الجميل دراسة تفاصيلها وفهم تاريخها وموطنها ومنهجها، بغرض مقارنتها، والتأثر بها، والاستفادة أو الاقتباس منها، إلا أن السلالم لا تتشابه البتة فيما بينها، فتختلف اختلافاً أكيداً في تركيبها وتكوينها، تبعاً لموطن نشأتها ومسقط رأسها.

لا بد من تحديد خصائص كل سلم بطريقة مُرضية، وذلك بحسب موقعه على الكرة الأرضية.


[email protected]