السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

الخيانة المسلية

خيانة الأمير وليام دوق كامبرديج لزوجته الدوقة كيت ميدلتون، إن صحت الأخبار، هي حدث شكسبيري بامتياز، فزواج هذا الأمير الشاب من سيندريلا قادمة من قرية بريطانية تدعى (شابل رو) كان يجري في كرنفال كوني يتابعه الجميع من لحظة وقوعه في حبها، ثم زواجهما الأسطوري حتى ولادتها لثلاثة أطفال.

العالم كله يغادر القرن الحادي والعشرين، ويذهب معهما إلى القرن الثامن عشر على سبيل المثال، حين كان زواج الأمراء من الأحداث السياسية المهمة وقتها.. أناقة الأمير والأميرة، وإطلالتها وتسريحة شعرها وابتسامتها.. جميعها أخبار كونية تؤثر في الموضة العالمية.، أخبار تستحق التعليق والتأويل واخترق الحياة الخاصة لهما.

الناس، وفي كل مكان من هذا الكوكب، يقرؤون هذه الحياة على شكل رواية مشوقة.. يتعاطفون مع شخوصها كأنهم جزء من حياتهم الشخصية. وهكذا هي حياة الأميرات على مر الزمان. لكننا في زمن تنتقل فيه الأخبار والإشاعات أولاً بأول ونعيشها لحظة بلحظة.


في عالمنا، وفي كل الأزمنة، للخيانة الزوجية موقعها الدرامي من الأحداث، ومنذ خيانة هيلين الطروادية لزوجها وهروبها مع باريس، أصبحت الخيانة ذات بعد سياسي تشن من أجلها الحروب وتكتب عنها الملاحم، غير أن خيانة الأمير وليام حتى وإن لم تتأكد صحتها لا تحمل أي بعد من هذا النوع.. خيانة مسلية مثل مسلسل تلفزيوني ذي صلة بأجواء القصور الملكية ودهاليزها وأسرارها المشوقة، فهذا الشاب هو حفيد سلسلة من الملوك العظماء الذين حملت العصور أسماءهم، العصر الإليزابيثي، العصر الفكتوري، العصر الأدواردي. ثم عصر جدته الملكة إليزابيث الذي يعد أطول فترة حكم ملكية. وعندما يخون، فإن هذه الخيانة تحمل معها عبق كل هذا التاريخ، الذي توجته أمه الأميرة ديانا بقصتها التراجيدية ونهايتها المأساوية المؤسفة.


أتخيل أن عبقرياً مثل شكسبير يقف خلف جدار قصر كينغستون، ويستمع من خلف الجدار إلى صوت العراك بين الأمير وزوجته. ويضحك وهو يقول لنفسه: يالها من مسرحية جديدة لا تكف القصور الملكية عن تكرارها.