الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

سانويا آما

كيف يبدو مستقبل التعليم يا ترى؟ يميل كلنا إلى تخيل الإجابة عن هذا السؤال بزيادة في شاشات الأجهزة المحمولة واستبدال المعلم برجل آلي. الأمر أكثر تعقيداً من هذا التصور. إذ لو افترضنا أنه تم استبدال الكادر التدريسي برجال آليين، فإن الأمر سيصيب مجالات وظيفية كثيرة أخرى. في هذا الحال، لم يتعلم الطالب؟ وما هي الوظائف التي قد يشغلها حين يتخرج؟

يتضح من هذا السؤال أنه علينا بناء سيناريوهات متعددة، والقفز للعب عدة أدوار وتوقعها، إضافة إلى دراسة ما يجري حولنا، خصوصاً في مجالي الذكاء الصناعي والتعليم في الدول الرائدة في هذين المجالين عالمياً.

إحدى البرامج الأمريكية بدأت بالتنفيذ وتسمى ألتاسكول تهدف إلى التعليم الفردي للطلاب. بحيث يكون لكل طالب برنامج خاص به على الآيباد. يبدأ كل منهم بالمنهج ذاته وبناء على سرعة استيعابه وذكائه واختلاف مواطن القوة والضعف في قدراته يتطور البرنامج بمساعدة مبرمجين ولوغاريثمات خاصة، إضافة إلى إشراف تربوي من كادر تعليمي مجهز ومتخصص.


كنت من المتفوقين أكاديمياً، من الثلاثة الأوائل طوال الاثني عشر عاماً التي قضيتها في المدارس، ولله الحمد. ما كان يحدث خصوصاً في حصة الرياضيات، أنني أستوعب المادة من أول الدقائق، ثم أجلس عرضة للملل بقية الدرس، الذي تضطر فيه المعلمة إلى إعادة الشرح مراراً. أحياناً كثيرة كانت تطلب مني المعلمة أن أساعدها في الشرح للطالبات. أتساءل، ماذا لو وجد البرنامج الملائم لي، هل كنت أنهيت الدراسة في وقت أقصر؟ هل كان بمقدور وطني أن يستفيد من إنتاجي أكثر؟


أدرت يوم الخميس الماضي خلوة وزارية تتحدث عن مستقبل التعليم. وسط كل هذا، تذكرت قصص الانتحار التي كنت أسمع عنها في دول عربية كثيرة من طلاب الثانوية العامة. أتذكر محاضراً في الجامعة أمريكياً أقام في مصر سنوات عدة. صاح بي مصدوماً حين أخبرته بأنني درست بنظام عربي، «يا لهوي، سانويا آما؟! انتي كويسة؟؟».