الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

طقوس رمضانية

عند اطلاعك على المسرح الطقسي وتقنياته تجد أنه مبني على عناصر خاصة به، مثل: اللغة، والرمزية التي تختزلها الأماكن والديكور والملابس، حتى المسموع من أصوات متعددة المصادر، كما أن هناك أصواتٌ محاكية، تردد عبارات في مواقيت معينة، حتى الصمت له هدفٌ وغاية وراءها ما وراءها، وللجسد آلية رمزية يمكنك من خلالها تحديد علاقة الأنا بالمحيط، وعلاقة الأنا بالآخر.

لشهر رمضان طقوس خاصة، حراك ونبض مختلف، تشمل اللغة والمكان والزمان، فلساعة غروب الشمس طعم ومذاق ورائحة، وحتى الأزياء تأخذ شكلاً مختلفاً في بعض ساعات النهار، أما العلاقات فتتسم بسمة متعلقة بالشهر الفضيل، وهو شهر مملوء بالرموز والدلالات، وتظل صوره مخزونة في الذهن طوال العام، بل طوال العمر.

هناك لغة خاصة بشهر رمضان، عبارات نتبادلها فقط في هذا الشهر، حتى موجودات المكان والأدوات المستعملة، الفوانيس، دلال القهوة، أوعية التمور والحلويات، مائدة الطعام وإضافات نضيفها فقط في رمضان، تُعَدُّ عنصراً أساسياً، كالشوربات، وأطباق المشهيات، الفول، السمبوسك والفطائر، الفتوش والتبولة، والمخللات التي تُعَد خصيصاً لمائدة رمضان قبل حين، ومن الصور الذهنية المرتبطة بهذا الشهر الفضيل، ما نراه يومياً من خلال الشرفة أو النافذة، تلك الجموع المتوجهة إلى المسجد والخارجة منه بعد صلاة التراويح تحديداً، فهو توقيت للصلاة خاص برمضان دون غيره.


هذا من جانب اللغة والمكان، أضف إليه جانب العلاقات، وعلى سبيل المثال أنظر للتلاقي على الأبواب والأعتاب قبل أذان المغرب، عند تبادل الأطباق؛ تجد مشهداً له سحر وامتداد وتواصل.