الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

ليلة الشهد والدموع

لكل إنجاز أبطال يخلدهم التاريخ عبر صفحاته ليبقوا خالدين على مر الأزمان، أمسية السبت كانت بطعم الشهد على الجماهير الشرقاوية، التي عاشت ليلة استثنائية لم يسبق أن شهدت الإمارة الباسمة مثيلاً لها من قبل، ليلة ستبقى محفورة في ذاكرة جيل جديد سمع الكثير عن إنجازات الملك ولكن لم يعايشها على أرض الواقع، سنوات طويلة بل أكثر من عقدين من الزمن والعلاقة بين الملك والبطولات مقطوعة، عانى فيها الفريق الذي اعتاد الوقوف على منصات التتويج الكثير، ومعاناة الجماهير كانت أكبر وهي التي اعتادت على البطولات والإنجازات، ولأن السنوات الـ 23 التي غاب فيها درع الدوري كانت قاسية على الجماهير الشرقاوية، جاءت ردة الفعل أكبر من أن تصفها الكلمات أو تنقلها عدسات الكاميرات، ومن شاهد مسيرة الأبطال من رأس الخيمة إلى الشارقة، وذلك الحشد الجماهيري الهائل الذي كان ينتظر وصول حافلة الأبطال في الملعب حتى لحظات الفجر، بإمكانه أن يعرف القيمة المعنوية الكبيرة للفوز بدرع الدوري.

إذا كانت أمسية الختام بمثابة الشهد لجماهير الشارقة ابتهاجاً بدرع الدوري، فإن الدموع كانت حاضرة في دبا الفجيرة ورأس الخيمة بعد أن تأكد هبوط دبا والإمارات معاً لدوري المظاليم، في الوقت الذي نجح فيه الفجيرة في البقاء في الأضواء، بفوز مثير على شباب الأهلي بينما لم يستفد دبا من التعادل مع بني ياس، فيما تعثر الإمارات أمام الشارقة، في مباراة تتويج البطل التي تباينت فيها أحاسيس فرحة الفوز بالدوري ودموع الهبوط للمظاليم، في لحظات اختلطت فيه المشاعر على اللاعبين والجماهير في المدرجات، التي شعرت بدورها بقسوة الموقف خصوصاً على لاعبي الإمارات، ولكن هكذا هي معايير كرة القدم.

كلمة أخيرة


موقف الكابتن عبدالعزيز العنبري مدرب الشارقة بعد نهاية المباراة وتتويج فريقه بالبطولة، وشعوره بالحزن لهبوط فريق الإمارات ومطالبته اللاعبين بعدم المبالغة في الفرحة مراعاة لمشاعر الجماهير، موقف يؤكد على شخصية استثنائية للمدرب الوطني، الذي قدم موسماً تاريخياً وكان سبباً رئيساً في عودة أمجاد الملك الشرقاوي.