الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

هل فكرت أن تعيش؟!

سؤال مهم يجب أن تُسْمِعه لنفسك دائماً: (هل فكرت أن تعيش)؟.. تعيش لنفسك، لحياتك، لتلبي احتياجاتك الشخصية، رغباتك، دون أن تكون مُسخّراً للآخرين، تلبي أبسط الأشياء أوَّلاً، ثم لا تتوانى عن تحقيق الأشياء الكبيرة أيضاً، مثل تحقيق الأحلام والطموحات.

تعلَّمنا ضمن تربيتنا بأن نجتهد في خدمة الآخرين من باب الكرم والإيثار، وهي تربية عربية أصيلة، لكن ضعاف النفوس باتوا يستغلون تلك الأخلاق استغلالاً بشعاً.. فهم يأخذون منك كل شيء حتى حقك في أن تعيش عيشة بسيطة هانئة.

أن تعيش للآخرين! هو انتحار من نوع مّا، فقط!.. تَعَلّم أن تقول: لا، تعلم أن ترفض أحياناً، فالرفض من أجل الذات هو إيجاب لغاية نبيلة ومهمة، هو إعطاء النفس شيئاً من حقوقها، فأنت المحاسب عن نفسك لا الآخرين، حتى الله الخالق العظيم لا يطلب منا الكثير، قال تعالى ﴿لا يُكَلِّفُ الله نَفسًا إِلّا وُسعَها لَها ما كَسَبَت وَعَلَيها مَا اكتَسَبَت رَبَّنا لا تُؤاخِذنا إِن نَسينا أَوأَخطَأنا رَبَّنا وَلا تَحمِل عَلَينا إِصرًا كَما حَمَلتَهُ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعفُ عَنّا وَاغفِر لَنا وَارحَمنا أَنتَ مَولانا فَانصُرنا عَلَى القَومِ الكافِرينَ﴾ ( الآية 286 ـ سورة البقرة) وقال تعالى ﴿لِيُنفِق ذو سَعَةٍ مِن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيهِ رِزقُهُ فَليُنفِق مِمّا آتاهُ اللهُ لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفسًا إِلّا ما آتاها سَيَجعَلُ اللهُ بَعدَ عُسرٍ يُسرًا﴾( الآية 7 ـ سورة الطلاق).


كم قضينا من أعمارنا ونحن في خدمة الآخرين، نخطب ودّهم وننشد رضاهم، دون أي التفات إلى حاجاتنا ورغباتنا أوطموحاتنا، نراوح في ذات المكان، بينما أولئك الذين نكرّس جل وقتنا لخدمتهم يصلون إلى أعلى المراتب.


اخدم الناس وانفعهم لكن ليس على حساب نفسك وصحتك وطموحاتك وعملك، لا تقدم أحداً إلاّ والديك، لأنهما هما فقط الأحق بذلك، وقد قدّماك يوم مّا قدّماك على نفسيهما، وتفانيا في خدمتك وحمايتك.. لقد قدّما لك كلما في استطاعتهما في زمن كنت فيه عاجزاً عن كل شيء.

الدنيا لا تتغير!.. أنت الذي يجب أن تتغير.