السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

لحياة اجتماعية صحية

حياتنا محملة بالعقد أو محاطة بالمعقدين، هكذا تبادر إلى ذهني وأنا أقرأ عن العقد النفسية التي يمكن أن تكون موجودة داخلنا أو في أقرب الناس منا، ووجدت أيضاً أن مثل هذه العقد يطلق عليها العقد النفسية، وهي ليست مرضاً بل حالة نفسية. وبقليل من التوجيه والإرشاد والمتابعة قد تزول، لكن يجب أن يكون الشخص المصاب بالعقد لديه استعداد للتخلص منها، ويكون معترفاً بوجودها لديه. لن أتحدث عن أسباب نشوء هذه العقد أو ظهورها لأن موضوعها طويل ومتخصص أيضاً، ولكنني أمرّ على عقد نفسية عدة تم تصنيفها، والبعض منها معروف لدينا، بل نرمي بها بعض الأشخاص، مثل أن نقول: هذا عنده عقدة النقص أو عقدة الغرور، وهناك عقدة الظهور والاستعراض، وتوجد عقدة الإيذاء واستفزاز الآخرين، وعقدة الحب المرضي، وعقدة التنافس وتسمى عقدة «قابيل» وتقوم على التنافس العدائي وغيرها.. لكن لا أخفيكم أني توقفت عند عقدة السرقة، وذهلت لوجود تصنيف نفسي لها لأنه سبق وسمعت عن قصة فتاة من عائلة ميسورة مادياً، ولكن هذه الفتاة تقوم بسرقة ما تطوله يداها مهما كان تافهاً، وأدركت عندها أنها تعاني حالة نفسية، فعقدة السرقة قد يكون المصاب بها إنساناً ثرياً وليست نتاجاً لضعف الضمير أو الحاجة المادية. وأقودكم نحو عقدة قد تكون موجودة في حياتنا أو قد يشعر بوجودها أي منا بين وقت وآخر وهي عقدة الفضول، وكما يقول علماء النفس فإن الفضول غريزة بشرية، ولكن المصابين بهذه العقدة تحديداً تجاوزوا المعقول والمقبول إلى حد أنهم قد يصلون لمرحلة التجسس بل والسؤال المباشر من دون أي تردد. هناك مئات العقد التي تم تصنيفها، وموجودة بطريقة أو بأخرى في حياتنا الاجتماعية، قد يعانيها الفرد وهو لا يشعر بها أو لا يعرف أنه محط ازدراء الآخرين بسببها وأنها سبب لمشكلات اجتماعية، ولو وجد التوجيه والعناية والإرشاد لتخلص منها. سأظل أقول إن علم النفس بحر معرفي شاسع وكبير، ومع الأسف لا نعطيه في عالمنا العربي ما يستحقه من الاهتمام والرعاية.