الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

فهم وتفهم الآخرين

في بيئة العمل أو في جلسات الأقارب والصديقات، ونحوها من المناسبات الاجتماعية المختلفة، نلاحظ أنه في جانب منها يحدث سوء فهم، وفي بعض الأوقات نشاهد خلافات تنشب وعراك لفظي يقع، وإن أمعنت النظر ودققت فيما حدث ستجد أنها على مواضيع هامشية أو سطحية لا تستحق مثل هذا الكدر والتوتر، ومن هنا يظهر السؤال البديهي: لماذا يقع مثل هذا الخلاف؟ هناك أسباب عدة لكنني أجد أن عدم التساهل وتعظيم المواضيع وتكبيرها وإعطاها أكبر من حجمها، جميعها أسباب تؤدي لمثل هذا الواقع، نحن نحتاج لحالة تشبه التسامح أو إذا صح التعبير التغاضي والتناسي، أو بمعنى آخر تمرير المواضيع وعدم التدقيق فيها أو التوقف عندها مطولاً، عندما يتحدث أحدهم في موضوع ما، وتعرف أن بعض المعلومات التي يدلي بها خاطئة، يمكن التصحيح بأسلوب لبق ودبلوماسي وراق، بأسلوب مراع لنفسيته ومصداقيته خاصة وهو يجلس بين جمع من الناس، فيقال كرد عليه: إن ما ذكره فلان صحيح، ولكنني أريد أن أضيف على كلامه كذا وكذا.. وتبدأ في تصحيح المعلومات، لكن الذي يحدث في كثير من المجالس والجمعيات سواء الأسرية بين الأقارب أو غيرها، هي مباشرة قاسية في الرد والتصحيح، توجد حدة في الطرح وتصويب المعلومات، فنجد رداً مباشراً على المعلومة غير الدقيقة بالقول: إن هذا غير صحيح، أو أن يقال في سؤال استنكاري من أين جئت بهذا الكلام .. ونحوها من الأساليب الاستفزازية التي توغل الصدور وتسبب كل هذه الخلافات التي تقع وتكبر على هوامش ومواضيع بسيطة ومتواضعة لا تستحق التشنج والحماس المبالغ فيه، نحن نحتاج لمهارة في التعامل مع بعضنا البعض، ويكون لب وجوهر هذه المهارة حسن الظن بالآخر وبمقاصده مهما ظهر لنا أنها خاطئة فقد يكون الخطأ في الأسلوب أو الطريقة أو في التوقيت، لكن ما يحمله من قلب وقصد مختلف تماماً لأننا لو تمعنا سنجد النقاء والصفاء ونية صادقة للخير، هي دعوة لمحاولة تفهم الآخرين الذين لا فكاك من لقائهم والتحدث معهم ومجالستهم، دعوة لعدم التشنج والغضب والدقة والمبالغة والتدقيق معهم لدرجة التسبب بالتوتر ووقوع الخلافات والمشاكل.نحتاج لمهارة في التعامل مع بعضنا البعض جوهرها حسن الظن بالآخر