السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

أطفئ الإضاءة

«إذا سكنت في فندق أغلق الإضاءة قبل مغادرة الغرفة لتساهم بعمل في الحياة لا يكلفك شيئاً». يقول جيم رون في تغريدة قرأتها للرائع طلال الصابري.
في فترة المراهقة ظهرت سلسلة كتب باللغة الإنجليزية بعنوان «شوربة دجاج»، لابد أن بعضكم يذكرها للشهرة والانتشار اللذين حققتهما. قرأت عدة كتب من السلسلة منها شوربة دجاج للروح وشوربة دجاج في الحب وشوربة دجاج للفتيات. ضمن شوربة دجاج للحب، أذكر قصة هي الوحيدة التي التصقت ماثلة إلى اليوم في ذاكرتي. تقول فيها سيدة توفي زوجها بعد نحو أربعين عاماً من زواجهما، إنها لصدمتها الكبيرة لم تتمكن من البكاء. نصحها طبيبها بأن تحاول جاهدة التنفيس عن هذا الحزن العظيم بالبكاء، لأنها إن لم تفعل فسيترك ذلك أثراً مدمراً في اللاوعي وسيتطلب الأمر علاجاً نفسياً وجسدياً في بعض الأحوال. كانت قد بقيت في منزل ولدهما بعض الوقت. بعد انقضاء فترة الدفن والعزاء عادت إلى منزلها. في أول ليلة لها في المنزل، وقبل النوم قصدت الحمام لتغسل أسنانها. التفتت إلى يمينها لتجد فرشاتها. انفجرت في نوبة بكاء مؤلمة.
توضح السيدة أنها تعودت الدخول إلى الحمام بعد زوجها وأنها في كل ليلة من حياتهما الزوجية الطويلة تعودت أن تجد فرشاة أسنانها جاهزة بمعجون الأسنان. الآن وقد توفي زوجها، ستختفي هذه الذكرى معه إلى الأبد. استوعبت في تلك اللحظة فقط أنه رحل ولن يعود. لم نوجد في هذه الحياة إلا لدور خاص جداً، لا يمكن لأحد سوانا أن يقوم به، وهذه حكمة الله في خلقه. وإن أهم ما يمكنك القيام به دائماً يكمن في التفاصيل.