السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

معاناة مشتركة

تتسارع الأحداث الدرامية والمفاجآت الصادمة في كرة القدم، مع نهاية موسم عصيب، متخم بالمباريات المعقدة في البطولات القارية الثلاث، التي تقام الشهر الجاري، نهائيات أمم أفريقيا (كان) وأمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) وأمريكا الشمالية (كونكا كاف).

ولا شك أن اللاعبين المحترفين، الذين لعب أغلبهم أكثر من 50 مباراة وتجاوز بعضهم 60 مباراة على مدى الموسم، كانوا هم الضحية، وفي مقدمتهم المحترفون الأفارقة في الدوريات الأوروبية، ولذلك لم أستغرب سقوط المنتخبات الثلاثة الكبار في الكان، وهي منتخبات مصر والكاميرون وغانا، والذين كانوا في مقدمة المرشحين للقب، بل هم العمالقة المسيطرون على عرش البطولة طوال 31 نسخة من ترايخها، بإحرازهم 16 لقباً، منها سبعة لمصر وخمسة للكاميرون وأربعة لغانا، وسقط معهم أيضاً مرشحون آخرون مثل المغرب ومالي، والغريب أن ثلاثة منتخبات من هؤلاء الخمسة تصدرت مجموعاتها.

ورغم ضياع حلم اللقب الثامن لمصر بقيادة نجمه العالمي محمد صلاح، واللقب الثاني للمغرب بقيادة حكيم زياش، فإن الأمل العربي تجدد، بتألق كبير وانتصارين مشهودين لمنتخبَي الجزائر وتونس على غينيا وغانا، في طريقهما المفتوح نحو المربع الذهبي، وربما يشاركني الكثيرون أن محاربي الصحراء الجزائريين هم الأقرب لانتزاع اللقب رغم أنهم كانوا آخر المصنفين قبل بداية البطولة.


ورغم ظهور منتخب تونس بشكل مغاير وإقصائه غانا، فما زال الفريق الجزائري أفضل منه، وأتمنى أن نحظى بمواجهة منتظرة لهما في الدور النهائي.


وبعيداً عن الإحباطات التي عانتها جماهير الكرة الأفريقية في مصر والمغرب والكاميرون وغانا، نجد هناك معاناة أكبر لجماهير منتخب التانغو الأرجنتيني، التي تابعت منتخبها في كوبا أمريكا، بقيادة الأسطورة ميسي، الذي فشل على مدى 15 عاماً في تحقيق أي لقب للمنتخب الأول، وكان من سوء الحظ أن تكون خاتمة ميسي في البطولة خلال مباراة تحديد المركز الثالث أمام تشيلي أن يتعرض للطرد ببطاقة حمراء، بعد محاولة جره لمشاجرة من جاري ميدلين مدافع وسط تشيلي، دون تورط ميسي الذي فوجئ بالبطاقة الحمراء، وهي أول حالة طرد في مباراة رسمية له خلال تاريخه.