الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

شوارع لا تُنسى

للشوارع تأثيرات عديدة في حياة الناس، اجتماعية وثقافية ونفسية أيضا، فاجتماعياً هناك شوارع يقطنها الأغنياء وأخرى يقطنها الفقراء، شوارع يقطنها الضباط أو الأطباء أو المهندسون وهكذا.

هناك شوارع تكثر فيها المكتبات، وشوارع تكثر فيها المطاعم أو محلات الملابس أو الزينة، وهناك شوارع مخيفة بسبب بعض البيوت المهجورة أو بسبب وجود أناس غريبي الأطوار، وأخرى مفرحة تبعث على البهجة بسبب الرسومات أو الكتابات على جدرانها، لذا نجد بأن هناك تأثيرات إيجابية لبعض الشوارع، وهناك تأثيرات تكون سلبية لأخرى، رغم أن الأمر متعلق بهندسة معمارية، لكن التجارب الإنسانية في هاته الدروب هي ما تضفي صفة تغلب على صفة أخرى.

ففي مدينة الشارقة كان ــ في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي ـ شارع «العروبة» وهو من أشهر الشوارع في المنطقة، يقصده الناس والزوار من جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة، كما يرتاده أهل عُمان وبعض دول الخليج العربي، وتكثر في هذا الشارع المطاعم المتنوعة الأذواق، ومحال الساعات، والإلكترونيات، واستوديوهات التصوير، والمكتبات، ومحال الصرافة، والحلوى، والصيدليات وغيرها من المحلات.


وشارع «الميناء»، هو الآخر في الشارقة، وقد تميز بمحال الملابس وأهمها دار الأناقة وبعض المطاعم الراقية وغيرها، ثم اشتهر في الإمارة شارع «الزهراء» لفترة من الزمن، أما آخر الشوارع الشهيرة فكان شارع «الوحدة» في ثمانينيات القرن الماضي، والذي كان شارعاً جميلاً مميزاً، يزوره الناس من كل مكان لفخامة محاله وتناسقه التخطيطي والعمراني.


يذكرني ذلك بشوارع مهمة في بعض المدن العربية، ففي القاهرة مثلا شارع «محمد علي» وشارع «الهرم» وشارع «فيصل» وشارع جامعة الدول العربية وكورنيش النيل وغيرها في وسط البلد شوارع تكتظ بالمكتبات أو محلات الألبسة أو غيرها.

وفي بغداد نجد شارع الشاعر «المتنبي» وشارع «الرشيد»، وفي المغرب شارع الملك محمد الخامس في العاصمة الرباط، وشارع فرنسا في أكدال، وفي تونس شارع الحبيب بورقيبة.

واليوم يعتبر شارع الشيخ زايد من أهم الشوارع في العالم، وهو مزار وقبلة للباحثين عن الموضة والفخامة والتميز والرفاهية.. شارع جميل مميز في مدينتنا الحبيبة دبي، التي نفاخر بنمائها وتفوقها العالمي، حيث باتت تنافس عواصم الموضة من لندن، وباريس، وميلانو، إلى نيويورك.