نقرة واحدة تكفي

قبل سنوات كنت أشاهد مقطع فيديو عن تاريخ حضارة قديمة، وفي قائمة الترشيحات الجانبية رأيت عدة مقترحات لمقاطع أخرى، بعضها كان يروج لنظريات تآمرية، وللفضول لا غير ذلك، ضغطت على أحد المقترحات لأعرف ما يقوله صانع الفيديو، وما رأيته كان فكرة مكررة تلوك المنطق، لتقنع المشاهد بأن القدماء لم تكن لديهم القدرة على بناء صروح ضخمة أو الرسم على الصخر لصور لا يمكن للفرد رؤيتها إلا إن طار فوقها، بالتالي فالتفسير الوحيد كما يقول صاحب الفيديو هو: «كائنات فضائية ساعدت القدماء أو صنعت بنفسها كل ما تراه من آثار قديمة قائمة إلى اليوم».

منذ ذلك الوقت وإلى اليوم يظن موقع يوتيوب أنني مهتم بنظريات المؤامرة ويقترحها علي بين حين وآخر، الأمر يتكرر مع موقع آخر وقد جرب باحث في مجال الحاسوب رؤية ما يحدث في الموقع إن ضغط المستخدم مرة واحدة على محتوى سيئ، ففتح حساباً جديداً في متصفح جديد تماماً، وعندما عرض عليه الموقع المحتوى بحث عن رابط أو صورة لمحتوى يروج لنظريات المؤامرة ونقر عليه، ثم أعاد عرض الصفحة فتغير المحتوى كلياً.

في البداية كان الموقع يعرض عليه مقترحات لهوايات وصناعات يدوية وللعديد من الفنون، والآن يعرض عليه محتوى متعلقاً بنظريات المؤامرة على اختلافها.

إن أنظمة اقتراح المحتوى يستغلها الراغبون في الترويج لأفكارهم وقد فعلها اليمين المتطرف في بلدان عدة كما فعلها إرهابيون قبلهم للترويج لأفكارهم، ومؤخراً فقط بدأت مواقع في تعديل برامجها لكي تحجب المحتوى السيئ عن الظهور في قوائم المقترحات.