السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

هكذا مرت الأيام

« هكذا مرّت الأيام».. عنوان كتاب المبدعة «بلقيس شرارة»، وهو سيرة ذاتية لحياتها منذ طفولتها التي توزعت بين العراق ولبنان حيث انتقلت عائلتها للاستقرار.

ولدت بلقيس عام 1933، وهو العام الذي رحل فيه مؤسس المملكة العراقية الملك فيصل الأول، لتعيش في مدن مختلفة تتوزع بين النجف والحلة والناصرية ثم بغداد، التي تشهد نموها وتطور وعيها السياسي، لتتزوج بالمعماري رفعة الجادرجي، وتعيش معه حياتها بين لندن وبوسطن وبيروت، وتشهد نجاحاته المتتالية في مجال عمله.

«في بيت الدكتورة سميرة بابان انهال عليّ رفعة بسيل من الأسئلة، بأسلوب لبق وهادئ، لكن الهدوء في أعماقي كان قد جانبني في تلك اللحظات.. كان يحاول من خلال أسئلته أن يتوصل إلى معرفة وجود تقارب فكري بيننا... أخذنا الحديث في ذلك اللقاء إلى المرور على الشعراء الإنجليز والموسيقى الغربية والفن عموماً».


من هذا اللقاء بدأت واحدة من أجمل العلاقات الزوجية بين شخصيتين مبدعتين واستمرت حتى العقد الثمانيني للكاتبة التي تتحدث عن حياتها بكل فخر وحب.


في كتابها تأخذنا بلقيس في رحلة نادرة وفريدة في الأدب والفن والعمارة والمدن والمكتبة والكتب، لتروي الأحداث والوقائع التي عاصرتها وشكلت فيها صورة العراق الحديث، تذكر: «كانت لجنة القبول في كلية الآداب مكونة من أستاذين، جبرا إبراهيم جبرا ودزمند ستيورات.. سألني الأستاذ جبرا: لماذا ترغبين في دراسة هذا الفرع؟ أجبت: لأنني مولعة بقراءة الأدب، ثم سألني ستيورات: بمن معجبة من الشعراء الإنجليز؟ أجبت: شلي وكيتس».

من هذه الإجابات دخلت بلقيس إلى عالم الأدب لتمنحنا كتباً في السيرة يندر تكرارها، عن رحلة حياة جديرة بأن تقرأ وعلى مر الأجيال.

فالتاريخ الذي تدوّنه السير الشخصية للناس الذين تفاعلوا مع الأحداث هو التاريخ الذي يحمل معه رحلة الإنسان بآلامه وأفراحه وانتصاراته وانكساراته. من هذه السير نعيش التاريخ في البيوت وعلى موائد الطعام ومن نوافذ المبدعين المطلة على الحياة بعيون مختلفة.