الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

خذوا شهادة الرَّاوي

نحتاج إلى أحاديث الرواة وشهاداتهم في هذا الزمان، لنستقي منهم الحكمة والأمل، فما يحملونه من حكم وأمثال وحكايات مؤلمة أو مفرحة، إنما هي نبراس لنا في هذه الأيام المظلمة.

يقولون من لا يقرأ التاريخ لا يعتبر، فالعبرة تكون في معرفة أحوال الأولين، ومن لا يعتبر مما حدث لمن قبله من أحداث وأهوال وأمور، فإنه ضائع لا محاله، فالدنيا تدور والأحداث تتكرر، والأحوال هي ذاتها.

ملتقى الشارقة الدولي للراوي حدث ثقافي استثنائي ينظمه معهد الشارقة للتراث في شهر سبتمبر من كل عام، احتفاء بالإخباريين و الرواة حَملة التراث الثقافي، أو كما تسميهم منظمة اليونسكو الكنوز البشرية الحية، وفي هذا الحدث الذي بدأ تحت مسمى (يوم الراوي) في مطلع الألفية، ثم تطوّر بعد تأسيس معهد الشارقة للتراث إلى ملتقى دولي، يكرّم الرواة ويحتفى بالتراث الثقافي غير المادي بخصوصية عالية.


في ملتقى الراوي هناك مكان كبير للمتعة الفكرية للأطفال وللكبار وللمدارس وللجامعات والمراكز البحثية، طاولات للبحث، ومنصات الرواة والحكائين، وندوات ومحاضرات ومجموعات عمل، ومجاورة وكتابة وتدوين.


هذا العام يحتفي الملتقى بالليالي العربية (ألف ليلة وليلة)، وهو احتفاء بثراء وفخامة الثقافة العربية.. احتفاء بجهود الرواة والحكَّائين (الحكواتيَّة)، الذين نشروا حكايات ألف ليلة وليلة في أرجاء العالم، والذين أضافوا الكثير إليها، فالليالي العربية هي صناعة الراوي العربي بامتياز.

معهد الشارقة للتراث يطبع ويعيد طباعة عشرات الكتب العربية احتفاء بالليالي العربية.. الليالي التي شغلت العالم لقرون عديدة.. الليالي التي علّمت العالم كيف تكون ليالي السمر عند العرب.

أكثر من مائة مشارك من اثنتين وأربعين دولة، يجتمعون في الشارقة للاحتفاء والاحتفال، وبحث الليالي العربية من ألف ليلة وليلة، وليحتفوا بالرواة المكرمين هذا العام.. ليحتفوا بالذاكرة الحية لرواة العرب والعالم.

العرب وعلى رأي غيرهم هم أهم الرواة للأدب الشعبي على الإطلاق.. لقد تفننوا برواية قصصهم وقصص الأمم الأخرى من الشرق والغرب، أضافوا وحذفوا وغيروا وبدلوا حسب معتقداتهم وعاداتهم وتقاليدهم.