الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

آخر ما استعدته منك

آخر ما استعدته منك

الساحة (1)

بقلم: مريم الشكيلية كاتبة ـ عُمان

يخيفني أنني قد بدأت أستعيد بقاياي منك، فرسالتي التي كتبتها ولم تصلك أعدتها إلى أدراجي.. وبدأت أخلعك من شريط ذاكرتي.

يخيفني تقلص كتاباتي، وتضاؤل حروفي لأنها لم تعد تعنيك حين كانت تتمدد بك وتطول بمحاذاتك، كما يخيفني غياب خربشات كتاباتنا على جدران قلبينا واتساخ أيادينا بطباشير أحلامنا.. وتخيفني تلك الأيام التي ستأتي دون أن أسير معك في سطور أوراقي وأستظل معك تحت شجيرات أقلامنا..


لقد بدأت أسترد ساعتي الوقتية، التي كنا نتسلل فيها على أطراف أصواتنا ونخبئ فيها أحلامنا الوردية ونملأ جيوب نبضاتنا بأحاديثنا، وهجران سرب حمائمنا من على شباك نوافذنا وكأنها رسائل سلامنا.


أتدرك معنى أن أستعيد اتزان صوتي وضجيج حديثي وتناقص أمنياتي منك، وأن أبني لنفسي وأحلامي قناعات أكثر صمتاً وأعمق وضوحاً من فقاعات وعودك، وأن أبدأ بانفصالي وانشطاري من جلابيب ورقك واسمك وأمنياتك، وأستعيد أرقي وضجري واضطرابي، حين كنت ترتسم ملامح الغياب في براري أيامك وكنت أنا أقف مصلوبة تحت رماد حديثك.

جميل أن تتذكرك صفحات دفاتري المثنية بعد أن يكتمل انسحابي من دهاليز روحك بعد أن أصبح ظل امرأة في رفوف ذاكرتك.. لكن إلى أي مدى ستكون لي مراسم تأبين في ساحاتك وفي قصائدك؟.. وكم سيطول حدادك مني ومن ذكرياتي وأبياتي التي كانت مختومة بك؟