السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

تسامح رياضي

يُظهر بعض الرياضيين ولأسباب مختلفة تصرفات مشحونة بالغضب تجاه زملائهم في التدريبات والمباريات والمعسكرات، بعدها يحدث تراجع في العلاقات الشخصية وبرود في المشاعر، وهذه طبيعة بشرية تفرضها ظروف معينة، لكن الجميل في الأمر أن لهذه المشكلة حلاً، وحلها يكمن في التسامح.

لاعبو كرة القدم الإماراتيون يحتفظون بقصص كثيرة في هذا الجانب، سواء في فرق المراحل العمرية أو الأولى، فعندما تحدث مشكلة بين لاعبين اثنين تتوتر الأجواء في المعسكر ويتدخل الإداريون والمسؤولون لحل المشكلة من خلال الاعتذار وقبوله بروح إماراتية، تلك الروح التي تحمل في تفاصيلها كل عناصر التسامح.

بعض الأحيان يحدث التسامح من دون تدخل أطراف أخرى، بل تتم المبادرة من اللاعب الذي ارتكب الخطأ ويقابلها قبول الطرف الآخر، ثم تُفتح صفحة جديدة مبنية على المحبة.


الرياضيون يدركون جيداً أهمية التسامح ودوره في إنجاح المعسكرات والتجمعات، ويلمسون أثره في تحسين الأداء داخل الملعب وزيادة الانسجام بين الأعضاء، لأن الخلافات الشخصية بين اللاعبين تترك أثراً سلبياً في أي فريق أو منتخب.


نحن الآن في عام التسامح وكل لاعب أو رياضي له قصة في مجال التسامح، سواء تخصه بشكل مباشر أو هو شاهد عليها، لذا فإن تذكر هذه القصص وكتابتها أو سردها يضيف شيئاً مهما إلى تاريخنا الرياضي الذي هو جزء من تاريخ الدولة.

الرياضي الإماراتي هو نتاج مجتمع متسامح كريم.

الإعلاميون والنقاد الرياضيون يعانون من «زعل» الآخرين في الوسط الرياضي بسبب مهنتهم القاسية، لذا فمن يحمل في نفسه عتباً أو غضباً على بعضهم فعليه أن يسامح لأن التسامح يعبّد طرق السعادة ويجوّد الأداء والإنتاج.

الجمهور الإماراتي يحزن عندما يخسر فريقه أو المنتخب الوطني، وفي بعض المرات يوجه نقداً لاذعاً حاداً، لكن اللاعبين يدركون أن هذا النقد نوع من الحب أو نتيجة للتعطش لتحقيق الإنجازات الرياضية، وهذا الإدراك يمهد للتسامح.

عزيزي لاعب كرة القدم، دوّن ما تتذكره عن أثر التسامح في معنوياتك وأدائك في التجمعات وفي المباريات الرسمية لكي تبقى قصتك خالدة في ذاكرة الأجيال.