الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

لمَ تدعيش المواقع الإخبارية؟

قبل أيام ألغيت اشتراكي في موقعين إخباريين إلكترونيين محليين، وقبل تصفحي لكلا الموقعين، كنت للتو قد انتهيت من تصفح صحفنا المحلية وأخرى إخبارية عربية إلكترونياً، وصدف حينها وقوع أكثر من هجوم إرهابي حول العالم، أحدها كان في تركيا والآخر في برلين، الذي أسفر عن وقوع عشرات الضحايا الأبرياء. أحد الموقعين الإخباريين نشر خبراً لجريمة قتل وقعت في مدينة إيرانية، يفيد بأن رجلاً أقدم على قتل تسعة أفراد من عائلة واحدة بعد أن رفضت تزوجيه من ابنتهم، ما دفع بمتابعي الموقع لمسائلة مدير الموقع باستنكار وتعجب؛ بعد تكرار هذه النوعية من الأخبار «المدعشنة»: ما الفائدة والغاية من نشر هذه الحوداث وبهذا الكم؟ وكأن الموقع مختص برصد جرائم القتل حول العالم والتي تقع في جحور كوكب المريخ وزحل. فإذا كان أغلبنا يتصفح أكثر من خمسة مواقع إخبارية يومياً وعلى مدار اليوم، عدا كم الأخبار المحبطة التي تصلنا «عنوة» عبر هواتفنا المحمولة بواسطة الأصدقاء وغير الأصدقاء، علاوة على ضغوط الحياة اليومية وما قد يعترضنا من تحديات، فكيف سيكون انعكاسها على محيطنا المهني والعائلي والاجتماعي، وعلى مزاجنا العام وتأثيرها النفسي، ولا سيما أن مهارات الفصل بين الخبر وتداعياته النفسية بعد القراءة والاطلاع على حيثياته، ليست موجودة لدى الجميع. تداول أخبار حوادث القتل بهذه الكثافة، وخصوصاً في صحفنا ومواقعنا الإخبارية لا أجد فيه فائدة سوى تكريسٍ للخبر المحبط «المدعشن» ومصادرة تأثير الخبر الإيجابي أو طمسه، فتسويق أخبار القتل المجاني الهستيري عبر صحفنا المحلية يعد من الأهداف التي يطمح ويسعى إلى تحقيقها الدواعش، لمصادرة مزاجنا وترهيبنا بصور القتل والدمار بشكل يومي، وتقويض طاقاتنا وقدراتنا وتعطيل مشاريعنا وتثبيط عزائمنا الذاهبة باتجاه صناعة وإعمار الحياة. بقي أن أشير إلى نقطة مهمة بخصوص قضية قاتل الطفل عبيدة، فالمجرم اعترف بجريمته، وأخضع للفحوص الطبية لاستبيان قواه العقلية والنفسية، وبحسب ما أطلعتنا عليه صحفنا المحلية لم يبدِ أي ندم بارتكابه جريمته البشعة؛ والاعتراف سيّد الأدلة كما هو متعارف قانونياً، وطالما لم يستجد في القضية ما يستدعي متابعتها صحافياً، فليس هناك من داع لإتحافنا بصورة المجرم بين الحين والحين طالما القضية قُيّدت للنطق بالحكم. [email protected]