الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

استشعار مسؤولية رجل الأمن بين الإعلام التقليدي والحديث

نشرت وسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي مقطع فيديو، صورته مواطنة سعودية، لعملية بطولية لرجل أمن سعودي ضد مسلحَين إرهابيَّين، يحملان أحزمة ناسفة، في حي الياسمين بالرياض، واعتمدت وكالات أخبار محلية ودولية على هذا الفيديو لنقل الخبر، على الرغم من عدم احترافيته. في إحدى المجموعات الثقافية، على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، طرح هذا الموضوع، ليناقش مدى إضرار مثل هذا التصوير بالعمليات الأمنية، ومدى حق المواطن في تصوير ما يراه، وبثه في وسائل التواصل الاجتماعي، فكان رأيي ما يلي: مع وجوب مواكبة العصر في الإعلام الجديد، يظل الإعلام التقليدي ذا مصداقية أعلى من مصداقية الأفراد، لذلك سيظل الإعلام التقليدي مستمراً، حتى الآن على الأقل، على الرغم من ظهور ظاهرة المواطن الصحافي مع ظهور فيسبوك ومن ثم وسائل التواصل الأخرى، فالجميع يصور وينقل، لكن هل النقل صحيح وذو مصداقية، هذا مربط الفرس. والتصوير الارتجالي الذي ظهر في عملية حي الياسمين في الرياض، لم يضر بالعمليات الأمنية، لأن المصور آمن، وأبطال العملية الأمنية لم يخترقوا أي قانون، أعتقد الضرر سيكون لو شاغل المصور رجال الأمن، أي كان قريباً منهم، حينها مثل هذا العمل سيضر بالاثنين معاً، المصور غير الاحترافي ورجل الأمن، وبشكل عام من الأفضل تصوير العمليات الأمنية بكاميرات مثبته في سيارات الشرطة، كنوع من التوثيق، تنقل الصورة مباشرة إلى الغرفة الإعلامية عند جهاز الأمن، حتى لو حدثت أسوأ الظروف تكون الصورة وصلت للمقر. وأعتقد أنه من حق المواطن تصوير ما يراه، لكن أن يبثه في الإعلام بشكل مباشر، قد يضر بالمواطن المصور نفسه أحياناً، لذلك يجب أن تكون هناك جهات حكومية لفلترة مثل هذا التصوير، بحيث لا يضر بالمواطن، لا قانونياً، كخرق الخصوصية، ولا أمنياً كأن يلاحق من قبل مرتكبي الجريمة، ولا من ناحية تضر بأمن الدولة، وأجهزة الفلترة هذه يجب أن تكون سريعة، تساوي في سرعتها حماس الشخص في بث الموضوع، مثل هذا المكان سيجعل من الجميع أجهزة إعلام ومواطنين صوتاً إعلامياً للبلاد. أخيراً، على عكس جميع التوقعات، فإن «فيديو» عفوياً مثل هذا أبرز العقيدة القتالية والكفاءة النادرة لرجل الأمن، واستغلال الإعلام المحلي والدولي للفيديو وثق هذا، فبينما كان ينقل خبر الحادثة، بهذا الفيديو نقل الكفاءة القتالية لرجل الأمن السعودي. [email protected]