الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«قندهار» تشهد ..

كما العادة، جاؤوني بلهفة بذل العطاء التي ما ارتاحت جنوبهم يوماً قبل يقين قضاء حاجتي. برغم بعد مسافتي عن قرة عين أهليهم، لم تثنهم مشقة إدراكي. وصلوني بلا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى. مسحوا الفروق بجود يمناهم وأعانوا الضعفاء والمحتاجين والأيتام بكل الحب والإنسانية. وعلى غير العادة، أصبح ترابي لحد دامئهم وعطراً لن ينساه هوائي. ما بال حابل الأخيار وقد اختلط بنابل الإجرام؟ يقتل الجود باسم رب الوجود فتبكيهم سماء عينيّ لعلها بالوقت تعود. اعلموا، لو أن للإرهاب جسداً لأودعته في مشرحة الانتقام لكم من عقول لا تملك من اسمها سوى الاسم! لعلَنا نحصي المنافذ التي تسرب منها منطق العقلانية خلسةً، مخلفةً ثلةً من الجماجم تصدح بفراغ الوحشية وبالجهل تصفر، ولعلنا ندرك كيف نسدها بسواهم. «عيال زايد» قد تنافستم على تبني أيتامي، وهناك من آثر التنافس على تبني انفجاراتي. كنتم ضحية الغدر بأشنع صوره وليتها كانت تفيد اعتذاراتي. أخطأ من اعتقد أن لكم عزائم قد تلين، وأن ألم الموت قد يجبر خيركم أن يستكين، وسأشهد مع الزمان بأنكم خير قوم لدحر الشر بالمرصادِ، فأنتم فخر العرب وأنتم نبع الكرم والحضارات. حلَفتكم ألا تقطعوا وصلي، فبكم أرتوى نُبلاً ولكم أفتدي ذاتي .. هنيئاً لكم بجنان الخلد سكناً لِطُهر أرواحكم .. من ترثي خسارتكم: قندهار. [email protected]