عاد سعر الليرة التركية مقابل الجنيه المصري للارتفاع بعد أن تهاوى إلى أدنى مستوياته يوم الاثنين الماضي، وذلك بعد قرارات دعم النقد التي صرح بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. فكيف يتأثر الاقتصاد المصري بسبب تراجع سعر الليرة على المدى البعيد؟
سعر الليرة التركية مقابل الجنيه المصري اليوم
يعاني الاقتصاد التركي تدهوراً كبيرة خلال هذه الفترة منذ البدء في تخفيض سعر الفائدة على الليرة في البنك المركزي التركي، حيث فقدت الليرة التركية أكثر من 30% من قيمتها خلال شهر نوفمبر، لتواصل انخفاضها أمام الجنيه المصري على فترات متقطعة خلال ديسمبر الجاري، ما أدى إلى رفع معدل التضخم في تركيا حتى 21%، في حين جاءت تلك الإجراءات الاقتصادية من أجل تقليل معدل التضخم إلى 5% خلال عام على الأكثر.
أما سعر الليرة التركية مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء فقد ارتفع ليصل 1.2544 جنيه مصري، بعد أن وصل في بداية تعاملات الأسبوع إلى 0.9446 جنيه مصري، قبل أن تعلن وزارة المالية عن استخدم أداة مالية جديدة للسيطرة على سعر الصرف لليرة التركية مقابل العملات الأخرى، وخاصةً الدولار الأمريكي.
ومن المتوقع أن تساهم تلك الآلية الجديدة في ارتفاع قيمة الليرة التركية مقابل الجنيه المصري مرة أخرى خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث بدأ المواطنون الأتراك في تحويل مدخراتهم إلى ليرة تركية بعد وعود من الحكومة التركية بتعويض أي خسائر في سعر الصرف لليرة، في حين سيحصلون هم على أرباحهم كاملة عندما يزداد سعر الصرف لليرة.
اقرأ أيضاً: سعر الليرة التركية مقابل الدولار يحافظ على تماسكه لليوم الثاني توالياً
هل يتأثر الاقتصاد المصري تبعاً لانخفاض سعر الليرة التركية؟
عندما ترتفع قيمة الجنيه المصري مقابل الليرة التركية ليس دائماً مؤشراً إيجابياً على الاقتصاد المصري، هذا ما جعل بعض الخبراء في الاقتصاد المصري يحللون وجهة النظر الأخرى الخاصة بتأثيرات سلبية يتحملها اقتصاد مصر خلال فترة انخفاض سعر الليرة التركية مقابل الجنيه المصري، وإليكم بعض تلك الآراء.
قالت «عالية المهدي» عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية السابق، أن تراجع قيمة الليرة التركية سوف يجلب تأثيراً سلبياً للغاية على الاقتصاد المصري، وذلك لأن مصر وتركيا مرتبطتان باتفاقية التجارة الحرة، ما يجعل طريق البضائع التركية إلى مصر ممهداً بدون فرض جمارك عليها، وبالطبع ستكون تلك المنتجات هي الأرخص في مصر، ما يجعل الميزان التجاري في اتجاه إيجابي نحو تركيا، وقد أوضحت بعض البيانات الموثوقة بأن قيمة الواردات التركية إلى مصر تتخطى قيمتها 3 مليارات دولار سنوياً.
في نفس السياق، قال رئيس لجنة التجارة الداخلية الممثل لشعبة المستوردين للاتحاد العام للغرف التجارية «متى بشاي» ونائب رئيس جامعة المصريين الأتراك، أن ما يحدث من تراجع في سعر الليرة التركية مقابل الجنيه المصري والعملات الأخرى ليس في صالح مصر تماماً، وتوقع «بشاي» زيادة الواردات التركية إلى مصر في ظل اتفاقية التجارة الحرة المبرمة منذ 2005، وسوف تراوح هذه الزيادة ما بين 10% و15% في الربع الأول للعام المقبل 2022.
تابعونا يومياً للتعرف على سعر الليرة التركية مقابل الجنيه المصري وإلى أين يتجه، وما هي توقعات الخبراء والمحللين الاقتصاديين بشأن ما يصل له الاقتصاد المصري تزامناً مع الارتفاع أو الانخفاض في أسعار الليرة والعملات الأخرى.