الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

البرتغال تمنع المديرين من التواصل مع موظفيهم خارج أوقات الدوام

البرتغال تمنع المديرين من التواصل مع موظفيهم خارج أوقات الدوام
تعمل كل من «مايكروسوفت» و«أبل» على تطوير أدوات تساعد الموظفين على قطع الاتصال مع أماكن العمل ليستفيد منها الكثير من الناس.

وسنت البرتغال قانوناً جديداً يمنع المديرين من إرسال رسائل البريد الإلكتروني إلى موظفيهم خارج أوقات الدوام، ولكن لاحظ بعض الخبراء القانونيين وجود فجوة في القانون، حيث لا يملتك الموظفون الحق بإغلاق أجهزتهم وقطع الاتصال مع مكان العمل بعد ساعات الدوام، علماً بأن المشرعين امتنعوا عن تقديم تفاصيل بهذا الخصوص.

ولحسن الحظ تقدم كبرى الشركات التقنية حلاً يدعو للتفاؤل بعض الشيء، حيث أطلقت كل من «مايكروسوفت» و«أبل» أدوات جديدة تسهل قطع الاتصال مع مكان العمل وتعدّ أكثر فاعلية من أي قانون بهذا الشأن رغم السخرية المتمثلة في كون هذه الشركات التي تقيدنا بالعمل تساعدنا على التحرر منه.


وذكرت «مايكروسوفت» في شهر يوليو أنها تعمل على تعزيز «الوقت الهادئ» عبر منصة "تيمز " (Teams) وبرنامج إدارة البريد الإلكتروني (Outlook)، ما يتيح للمستخدمين حظر الإشعارات القادمة من مكان العمل ضمن أيام وأوقات محددة.


كما أضافت «أبل» الوضع "الشخصي" (Personal) إلى هواتف «آيفون» ليتمكن المستخدمون من حظر الإشعارات المتعلقة بالعمل، حيث يمكن للمستخدم تحديد الأشخاص المسموح لهم بالتواصل معه والتطبيقات التي يمكنها العمل خلال الوقت «الشخصي».

ويعرض تطبيق الرسائل وبعض تطبيقات الطرف الثالث حالة المستخدم لمن يحاول التواصل معه، كما يمكن إخفاء جميع شارات الإشعارات الحمراء فوق أيقونات التطبيقات للتخفيف من حالات القلق.

وما يزيد من قوة هذه الأدوات سرعة تشغيلها، حيث لا تحتاج سوى إلى نقرة واحدة على هاتفك أو ضبطه ليدخل «الوضع الهادئ» تلقائياً لتختصر الوقت اللازم لضبط البريد الإلكتروني لإنشاء رد مفاده أنك خارج المكتب.

وذكرت «مايكروسوفت» أنها عززت «الوضع الهادئ» هذا العام بعد استبيان أظهر تعرض نصف المشاركين إلى الإرهاق الشديد خلال العمل بسبب صعوبة قطع الاتصال خلال العمل عن بعد.

وأفاد شاول كلاين، مستثمر في التكنولوجيا في شركة "لوكال غلوب" (LocalGlobe) البريطانية لموقع بلومبيرغ، بأن الشركات تتخذ نهجاً أكثر استباقية تجاه الصحة العقلية لتجنب القانون المذكور. كما أشار إلى استخدام شركته لتطبيق «واتساب» للتواصل، ولكن لا يُسمح لأعضاء الفريق بالتواصل مع الموظفين قبل الثامنة صباحاً وبعد السادسة مساء. ويحذر كلاين من تحميل الشركات وأصحاب العمل مسؤولية كبيرة لأن الأشخاص أنفسهم هم من يتحملون مسؤولية قطع الاتصال في نهاية المطاف.

ولا شك في أن الحكومات تحاول المساعدة، ولكن كبرى الشركات التقنية ذات الوصول العالمي الواسع تمتلك تأثيراً أكبر من تأثيرات الحكومات على التصرفات والعادات اليومية. وعلى سبيل المثال، بذلت الحكومات في العام الماضي جهوداً كبيرة لإنشاء أنظمة تتبع للناس المخالطين للمصابين بفايروس كورونا، ولكن بعد عدة محاولات لبناء تطبيقاتهم الخاصة، انتهى بهم المطاف باللجوء إلى نهج «غوغل» و«أبل» المشترك الذي لقي تبنياً عاماً أكثر نجاحاً.

ومع ذلك لا يخلو تأثير التكنولوجيا على تحقيق التوازن بين حياتنا وعملنا من المخاطر المتعلقة بأشياء كالخصوصية، حيث إن «مايكروسوفت» التي تدّعي معارضتها للمراقبة في بيئة العمل تقدم لأصحاب العمل رؤىً تتعلق بالإنتاجية والازدهار، ما يتيح لهم معرفة الوقت الذي يمضيه الناس في المقابلات والمكالمات خارج أوقات الدوام، حيث يمكنهم بعد ذلك الحصول على خطة عمل تسهل على الموظفين قطع الاتصال.

ويذكر أنه منذ أكثر من عقد من الزمن حاول أصحاب العمل منع الموظفين من استخدام أجهزتهم الخاصة لإرسال وتلقي رسائل البريد المتعلقة بالعمل، ولكن أصبح استخدام الموظفين لأجهزتهم الخاصة أمراً متعارفاً عليه الآن.

يحدث التغيير الحقيقي عندما يستفيد الجميع من العادات الثقافية الجديدة لأن الخيارات والأدوات متوافرة لديهم ليستفيدوا منها.

كما سيزداد الأمر سهولة لو أضافت «واتساب» خاصية حالة «التركيز» الخاصة بأبل، والتي يمكن أن ترسل تحديثاً لجهات الاتصال بأنك في «الوضع الشخصي» عندما يحاولون التواصل معك، لتتمكن «أبل» من إيقاف تدفق الرسائل لملياري مستخدم نشط، حيث يُرجع ذلك «واتساب» إلى جذوره الأساسية كونه صُمم في البداية لعرض حالات مثل «يعمل» أو «في صالة الألعاب الرياضية» قبل أن يتحول إلى المراسلة عندما أطلقت «أبل» إشعارات الدفع.