اختارت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة (UNWTO) البرازيل لتكون المقر الرئيسي لمكتبها في الأمريكيتين، وذلك خلال انعقاد الدورة الـ24 للجمعية العامة للمنظمة الشهر الماضي، وتم إعلان الاختيار في اليوم التالي في ختام الاجتماع الـ114 للمجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية.
وسيتولى المكتب الجديد، الذي من المقرر أن يبدأ أعماله هذا العام، مهاماً عديدة تشمل جذب الاستثمارات، وإجراء دراسات عن قطاع السياحة، وتطوير بوابة دعم سياحي، وتشجيع الشركات الناشئة العاملة في قطاع السياحة، ودعم الأنشطة والمشاريع التي طورتها منظمة السياحة العالمية في جميع أنحاء العالم.
ويعد اختيار البرازيل لتكون المقر الرئيسي لمكتب الأمريكيتين خياراً منطقياً لمنظمة السياحة العالمية، ويرجع ذلك إلى حدٍ كبير إلى مكانتها كقوة اقتصادية في منطقة أمريكا اللاتينية، وازدهار قطاع السياحة فيها بدعم من وكالة ترويج السياحة الدولية التابعة لها.
وعبر مجلس السياحة البرازيلي «إمبراتور»، تواصل الدولة اللاتينية الترويج لنفسها كوجهة محببة للمسافرين المقيمين في الإمارات العربية المتحدة، بالتركيز على عوامل الجذب السياحي المتنوعة التي تتمتع بها البرازيل، بالإضافة إلى عروض المطاعم المتنوعة، ووسائل الرفاهية والترفيه العديدة. ومن هذا المنطلق، سيواصل المكتب عمله في تعزيز الروابط بين الإمارات والبرازيل، ما يفتح المزيد من الفرص للإماراتيين لاستكشاف وزيارة الشواطئ الاستوائية في البلاد والمواقع التاريخية وغابات الأمازون المطيرة.
وفي سعيها لجذب المزيد من الزوار من الخليج والإمارات وآسيا وأوروبا، تعمل البرازيل بشكلٍ حثيث على التوسع في اعتماد السياحة الحلال في محاولة لتلبية احتياجات السياح المسلمين بشكل أكبر. وسيتم اعتماد فنادق جديدة لتقديم خدمات الضيافة الحلال لاستيعاب المزيد من السائحين المتنوعين، بالإضافة إلى توفير مساحات محددة داخل هذه الفنادق تراعي اتجاه القبلة ناحية مكة ونسخ من القرآن داخل غرف الإقامة.
من جانبه، قال الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، زوراب بولوليكاشفيلي، الذي أعيد انتخابه أميناً عاماً خلال الدورة الـ24 للجمعية العامة: «لقد وافقنا على مكتب جديد لمنظمة السياحة العالمية في البرازيل. أهنئ وزير السياحة جيلسون ماتشادو نيتو، ورئيس إمبراتور كارلوس بريتو، وكلاً من شارك معهم في هذا الفوز الهام، وأود أيضاً أن أشكر الرئيس جايير بولسونارو على دعمه ومتابعته لفكرة افتتاح هذا المكتب في البرازيل».
وأشاد جيلسون ماتشادو نيتو، وزير السياحة ورئيس المجلس الاستشاري التابع لإمبراتور، بالقرار، مؤكداً أن الطلب على السياحة الطبيعية يتزايد بشكل كبير في جميع أنحاء العالم.
وقال الوزير: «نعتبر اختيار البرازيل كمقر لمكتب منظمة السياحة العالمية إنجازاً عظيماً لهذه الحكومة والبرازيل، لأنه بفضل التزام ومصداقية الحكومة الحالية، تمكنا من إثبات إمكاناتنا للعالم، ونحتفي بهذا القرار كأحد أكبر الإنجازات للسياحة البرازيلية منذ عقود».
من جهته، قال رئيس «إمبراتور»، كارلوس بريتو، الذي شارك بنشاط، إلى جانب فريق «إمبراتور»، ووزارة السياحة، في الحملة التي توجت بفوز البرازيل: «يشرفنا للغاية انتخابنا لاستضافة مكتب المنظمة العالمية للسياحة ونحن على يقين بأننا سنكون قادرين، جنباً إلى جنب مع السلطة الرائدة عالمياً في قطاع السياحة، على تنفيذ المزيد من الفعاليات الترويجية حتى يتمكن السياح الدوليون من زيارة عجائب البرازيل الرائعة».
وأشار وزير جيلسون ماتشادو، إلى أنه رغم تأثر القطاع بشدة خلال الوباء، فإن هناك انتعاشاً في السياحة في البرازيل وهذا واضح من خلال الإحصاءات. وأوضح بالقول: «البرازيل هي الدولة التي لديها بعض من أكبر الإمكانات في فترة ما بعد الوباء. اليوم، وفقًا لبيانات وزارة السياحة، استعدنا بالفعل 88% من تدفق السياح الداخلي لدينا. هناك عدد قليل من البلدان في العالم تمكنت من ذلك. كما عادت شركات الطيران لدينا إلى نحو من 80% من عملياتها، وبعض الوجهات استعادت بالفعل 100% من قدرتها، مثل مطار ريسيفي، الذي تجاوز بالفعل أرقام 2019».