الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

أوابك: الإمارات تدفع العرب نحو عرش «الغاز الأخضر»

أوابك: الإمارات تدفع العرب نحو عرش «الغاز الأخضر»

دفع تنامي صـادرات الإمارات من الغاز الطبيعي المسال إلى تحقيق الدول العربية أعلى رقم لصادرات الغاز منذ 8 سنوات وتحديداً 2013 حيث بلغت صادرات الإمارات خلال الربع الرابع من عام 2021 نحو 1.56 مليون طن بنسبة نمو 4% مقارنة بالربع الرابع من العام السابق، و تعمل محطات الغاز المسال بكامل طاقتها التصميمية لترتفع صادرات الإمارات خلال عام 2021 إلى 5.9 مليون طن توجهت كافة الشحنات إلى الأسواق الآسيوية، في مقدمتها الهند واليابان، والصين التي استحوذت على 85% من إجمالي الشحنات الإماراتية حسب أحدث تقرير لمنظمة الدول العربية المصدرة للبترول «أوابك» حمل عنوان «تطورات الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين خلال الربع الرابع من عام 2021».

وكشفت أوابك عن استهداف الإمارات لأن تكون لها الريادة العالمية في مجال الهيدروجين منخفض الكربون من خلال تنفيذ 7 شركات طموحة، وتخطط وزارة الطاقة الإماراتية لوصول منتجاتها إلى 25% من أسواق الغاز العالمية خاصة أسواق ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية والهند، وطرحت خارطة طريق لتحقيق الريادة في سوق الهيدروجين على قمة المناخ كوب 26 التي انعقدت في مدينة غلاسكو البريطانية في نوفمبر الماضي، فيما حافظت الدول العربية على مستويات مرتفعة من صـادرات الغاز الطبيعي المسال خلال الربع الرابع وبلغ إجمالي صـادراتها نحو 27.64 مليون طن مقابل 26.2 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2020 بنسبة نمو 3.2%.

الإمارات و3 دول عربية وراء المستويات المرتفعة

جاء استمرار المستويات المرتفعة التي حققتها الدول العربية منذ بداية عام 2021، بفضل تنامي الصـادرات من دولة الإمارات العربية المتحدة، والجمهورية الجزائرية، ودولة قطر، وجمهورية مصـر العربية، مع استمرار تشغيل محطات الإسالة في سلطنة عمان بكامل طاقاتها الإنتاجية، وبلغت صــادرات الدول العربية من الغاز الطبيعي المســال 111.7 مليون طن مقابل 104.5 مليون طن عام 2020 أي بنسبة نمو سـنوي 5%، وهو أعلى رقم لم تحققه الدول العربية منذ عام 2013 واستحوذت صادرات الدول العربية مجتمعة على حصة سـوقية عالمية بلغت 29.4%

9 دول عربية تستثمر في مشروعات الهيدروجين

وأشارت أوابك وفق تقريرها الذي أعده المهندس وائل حامد عبدالعاطي خبير الصناعات الغازية بالمنظمة، إلى ارتفاع عدد الدول العربية المهتمة بالاستثمار في مشروعات الهيدروجين إلى 9 دول، بعد انضمام قطر، لتشمل القائمة النهائية كلاً من الإمارات، والجزائر، والسعودية، والعراق، وقطر، ومصر، وعمان، والمغرب، وموريتانيا، و استطاعت خلال مدة وجيزة توقيع عدّة مذكرات تفاهم مع الشركاء الدوليين في مجال إنتاج واستغلال الهيدروجين، وأسفر التعاون عن إعلان حزمة ضخمة من المشروعات بإجمالي 34 مشروعاً، والتي جاءت «بمحفظة متنوعة» شملت مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر، والأمونيا الخضراء (23 مشروعاً)، ومشروعات لإنتاج الهيدروجين الأزرق والأمونيا الزرقاء (9 مشروعات)، ومشروعات لاستخدام الهيدروجين وقوداً في المركبات العاملة بخلايا الوقود (مشروعان).

مشروعات الطاقة الخضراء

وأكدت أوابك أن نجاح الدول العربية في تبني مشروعات الطاقة الخضراء سيمكّنها من أداء دور مهم في سوق الهيدروجين العالمية، والظفر بحصة جيدة من هذه السوق الواعدة، لتضيف إلى موقعها الريادي في أسواق الطاقة دوراً جديداً بصفة مصدر للهيدروجين، بجانب دورها التاريخي بصفة مصدر عالمي لإمدادات النفط والغاز منذ عدّة عقود، كما عملت بعض الدول على دراسة فرص الاستثمار في مجال إنتاج الهيدروجين بغرض التصدير في سوق الهيدروجين، وإبرام اتفاقيات وتفاهمات أولية معها، بما يضمن لها حصة في التجارة الدولية للهيدروجين مستقبلاً.

إعلان أول خريطة طريق وطنية للهيدروجين

ورصد المهندس وائل حامد خبير الصناعات الغازية بالمنظمة سعي الدول العربية لتعزيز التعاون والشراكة الدولية في سوق الهيدروجين وتنفيذ مشروعات عملاقة وتوقيع مذكرات تفاهم، منها ما يقوم على إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، بينما يقوم بعضها الآخر على التوسع في إنتاج الهيدروجين الأزرق أو مشتقاته، مثل الأمونيا الزرقاء، علاوة على إعلان أول خريطة طريق وطنية للهيدروجين.

وحسب خبير أوابك أعلنت شركة إيني الإيطالية في الجزائر تأسيس كيان جديد باسم «نيوكو» يكون مسؤولاً عن إدارة تشغيل خط نقل الغاز بين الجزائر وإيطاليا بحصة 50.1% لشركة إيني التي تنازلت بالحصة المتبقية وقدرها 49.9% لشركة سنا، وهي خطوة عدّتها شركة سنام أنها ستعزز أمن إمدادات الطاقة إلى أوروبا، ويمكن استغلال البنية التحتية في شمال أفريقيا لتكون مصدراً للهيدروجين الأخضر إلى الأسواق الأوروبية.

السعودية وإنتاج الهيدروجين الأزرق

في السعودية، أعلنت وزارة الطاقة في أكتوبر الماضي، أنها ستنفّذ مشروعاً لإنتاج الهيدروجين الأزرق، باستغلال جزء كبير من الغاز المنتَج من حقل غاز الجافورة، مع اصطياد وتخزين الكربون بقيمة 110 مليارات دولار، ووقّعت شركة أرامكو السعودية مذكرة تفاهم مع المجموعة الحديثة للاستثمار الصناعي القابضة وشركة إنتركونتينتال إنرجي، لتنفيذ مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا، في خطوة تستهدف جذب القطاع الخاص للاستثمار بمجال الهيدروجين في المملكة.

وتأتي المبادرات الجديدة في سبيل تحقيق هدف السعودية لإنتاج الهيدروجين (الأخضر والأزرق) بمعدل 2.9 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030، ويصل إلى 4 ملايين طن سنوياً بحلول عام 2035، للاستحواذ على حصة كبيرة من سوق الهيدروجين المستقبلية.

مشروعات مصرية للطاقة النظيفة

أما في مصر فأعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية، في ديسمبر 2021، توقيع مذكرة تفاهم بين الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية إيجاس وشركة تيكنكالز رينيداس الإسبانية، بغرض تقييم ودراسة الجدوى الاقتصادية والفنية لتنفيذ مشروعات مشتركة في إنتاج واستخدام الهيدروجين، واحتجاز وتخزين واستخدام الكربون، بالإضافة إلى أنشطة كفاءة الطاقة والوقود الحيوي.

فرص استثمارية في الهيدروجين بعمان وموريتانيا

وفي سلطنة عمان، وقّعت شركة «أوكيو» العمانية، في نوفمبر الماضي مذكرة تفاهم مع شركة كوريا غاز تكنولوجي الكورية من أجل استكشاف المزيد من الفرص في سوق الهيدروجين الأخضر بسلطنة عمان، وانضمت موريتانيا، إلى ركب الدول العربية المهتمة بالاستثمار في سوق الهيدروجين، فتجري شركة شاريوت البريطانية المطورة لمشروع «نور» -أحد أكبر مشروعات الهيدروجين المقترحة في أفريقيا- محادثات لضمّ مستثمرين جدد لتشكيل تحالف عالمي قادر على توفير الميزانية اللازمة للإسراع بإتمام الاتفاق النهائي مع وزارة البترول والمعادن والطاقة الموريتانية.

وكشف خبير أوابك عن أن العديد من الحكومات والشركات أبدت اهتماماً بالاستثمار في مشروعات إنتاج الهيدروجين (الأزرق/الأخضر، والأمونيا الزرقاء/الخضراء)، وتطبيقات استخدامه، خاصة في قطاع النقل، الذي من المتوقع أن يشكّل سوقاً واعدةً للهيدروجين، مع تسارع العديد من الدول بإعلان خطط للتوسع في السيارات الكهربائية العاملة بخلايا الوقود، وأنه بنهاية عام 2021، بلغ إجمالي عدد المشروعات والخطط المعلنة لإنتاج ونقل واستخدام الهيدروجين نحو 522 مشروعاً، باستثمارات إجمالية تُقدَّر بنحو 540 مليار دولار.