الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

الأسهم الآسيوية الأكثر تضرراً من الاضطرابات الأوكرانية

الأسهم الآسيوية الأكثر تضرراً من الاضطرابات الأوكرانية

تدفع الأزمة في أوكرانيا مستثمري الأسهم في آسيا إلى البحث عن تحوطات وتجنب الأسماء التي قد تتعرض للضرر، في حين يفكرون أيضاً في تداعيات الحرب الممتدة.

وصرح المحللون الاستراتيجيون في جولدمان ساكس بأنه حتى الآن، تظهر مخزونات السلع والشحن في آسيا كرهانات أكثر أماناً نظراً للمخاوف بشأن نقص المواد الخام لأن روسيا مُصدِّر رئيسي، كما دعوا إلى التناوب على السلع الثقيلة في أستراليا ويوصون بزيادة الوزن في قطاع الطاقة.

وفي الوقت نفسه، فإن أسهم الشركات التي تحصل على جزء كبير من عائداتها من روسيا، مثل شركة تبغ اليابان، باتت معرضة لخطر انخفاض الأرباح، إلى جانب أن الآثار طويلة المدى ستكون أكثر تعقيداً، إذ سوف تستمر التكاليف المرتفعة للسلع الأساسية في الضغط على المستهلكين، مما يحد من القدرة الشرائية.

ونشرت بلومبرج نظرة على الأسهم الآسيوية المتأثرة بالصراع بين روسيا وأوكرانيا.

فمن حيث السلع، جرى تداول أسعار المواد الخام على ارتفاع بعد الغزو، حيث لامس مؤشر بلومبرج للسلع أعلى مستوياته في عام 2014 هذا الأسبوع، وفي آسيا، واصل منتجو الطاقة والنفط صعودهم الذي بدأ العام الماضي في ظل إعادة فتح الاقتصادات في أعقاب الوباء. على سبيل المثال، تفوقت شركة وودسايد بتروليوم الأسترالية وشركة سانتوس المحدودة على مؤشر MSCI الأوسع في آسيا والمحيط الهادئ، والذي انخفض بنحو 4٪ هذا الأسبوع، وفي ماليزيا، ارتفع سهم مجموعة الحوار Bhd بنسبة 1.8٪.

وذكر واي هو ليونج، المحلل الاستراتيجي في إدارة الأصول المعيارية أن: «ارتفاع أسعار الطاقة والحبوب يبشر بالخير للمصدرين في آسيا مثل ماليزيا التي تستفيد من أسعار قياسية للغاز وزيت النخيل».

وبالنسبة للنقل، تستعد شركات بناء السفن وشركات الشحن الآسيوية أيضاً لتحقيق مزيد من الانتعاش حيث قد تسعى الدول الأوروبية إلى مصادر بحرية للغاز الطبيعي مع تصاعد التوترات، وربما يعني هذا المزيد من الأعمال لشركات بناء السفن الكورية بما في ذلك شركة دايو لبناء السفن والهندسة البحرية وشركة هيونداي للصناعات الثقيلة، والتي ارتفع سهمها بنسبة 10٪ على الأقل هذا الأسبوع.

إذ وقعت شركة دايو لبناء السفن في قطر صفقة شحن بقيمة 19 مليار دولار مع شركات بناء السفن في كوريا الجنوبية.

في غضون ذلك، شهد مستهلكو النفط الكبار مثل شركات الطيران انخفاضاً حاداً في أسعار الأسهم، انخفض مقياس بلومبرج لشركات الطيران الآسيوية بأكثر من 5٪ هذا الأسبوع، متأثراً بانخفاض من قبل شركة إنديغو الهندية وشركة الخطوط الجوية الصينية الشرقية وشركة الخطوط الجوية اليابانية.

بالنسبة للغذاء، فمن المرجح ارتفاع الطلب على مخزونات المواد الغذائية أيضاً حيث تمثل أوكرانيا وروسيا أكثر من ربع التجارة العالمية في القمح وخُمس مبيعات الذرة، قال نيرغونان تيروتشيلفام، رئيس أبحاث الأسهم الاستهلاكية في تيليمر في سنغافورة، إن اضطرابات الإمدادات المحتملة تعني أن موردي المواد الغذائية في الأسواق الناشئة سيشهدون زيادة في الطلب.

وأضاف أن شركات مثل ويلمار إنترناشيونال المدرجة في سنغافورة وأغذية تشاروين بوكفاند التايلاندية قد تستفيدان من ذلك، وتراجعت الأسهم 5.7٪ و1٪ هذا الأسبوع على التوالي.

كما تراجعت أسهم الشركات التي تعتبر روسيا وأوكرانيا أسواقهما النهائية، وتراجعت أسهم روسال إنترناشونال بنسبة 22٪ في هونج كونج هذا الأسبوع والتي تحصل على نحو ربع إيراداتها السنوية من روسيا، وفقاً لبيانات جمعتها بلومبرج.

ومن بين الشركات الأخرى المعرضة للانكشاف، هبطت كل من شركة تبغ اليابان و هيتاشي أكثر من 6٪ هذا الأسبوع.

وقال نوبويوشي ميورا، المحلل في سيتي جروب، أن روسيا استحوذت على 7٪ من مبيعات شركة تبغ اليابان و18٪ من أرباحها التشغيلية في عام 2021، وأن الصراع قد يكون له «تأثير محدود» فقط على أحجام المبيعات، لكن ضعف الروبل قد يضر بأرباح الشركة.

وبالنسبة لصانعي الرقائق، فإن وضع أوكرانيا كمنتج رئيسي لغاز النيون المستخدم في تصنيع أشباه الموصلات، وحظر المملكة المتحدة على صادرات التكنولوجيا الفائقة إلى روسيا جعل صانعي الرقائق عرضة للخطر في وقت كانت الاضطرابات الناجمة عن الوباء تؤثر بالفعل على سلسلة التوريد.

وانخفضت أسهم القطاع حتى بعد أن قالت رابطة صناعة أشباه الموصلات إن غزو روسيا لأوكرانيا لا يمثل تهديداً لتوريد الرقائق.

وتراجعت أسهم شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات بأكثر من 5٪ هذا الأسبوع، بينما تراجعت شركة سامسونج للإلكترونيات بنحو 3٪، ومن بين شركات تصنيع معدات الرقائق، تراجعت شركتا Lasertec Corp و شركة ديسكو المدرجة في طوكيو بنحو 3٪ و 4٪ على التوالي.

وفيما يتعلق بالبنوك، فقد أصبحت أسهم البنوك على رادار التجار وسط عقوبات روسيا المشددة بالنظر إلى تعرض بعض البنوك للبلاد

وذكر نوبوهيكو كوراموتشي، محلل السوق في شركة ميزوهو للأوراق المالية أن: «من المرجح بيع الأسهم المصرفية مع تزايد وعي المستثمرين بتراجع محتمل في العائدات بسبب ضعف الاقتصاد وانكشافهم على روسيا».