السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

بولغاري والعلامات الفاخرة.. ملاذ آمن للروس في وجه العقوبات

بولغاري والعلامات الفاخرة.. ملاذ آمن للروس في وجه العقوبات

يلجأ الأثرياء الروس إلى الاستثمار في المجوهرات والساعات الفاخرة - رويترز.

مع العقوبات المفروضة على روسيا، والتي أدت إلى انخفاض الروبل الروسي، وإبقاء أسواق الأسهم مغلقة، يلجأ الأثرياء الروس إلى الاستثمار في المجوهرات والساعات الفاخرة في محاولة للحفاظ على قيمة مدخراتهم.

وقال الرئيس التنفيذي لماركة بولغاري الإيطالية جان كريستوف، إن المبيعات في متاجر بولغاري إس بي إيه الروسية ارتفعت في الأيام القليلة الماضية، بعد أن تسببت الاستجابة الدولية للعملية الروسية في أوكرانيا إلى تقييد حركة النقد بشدة.

وأضاف جان كريستوف بابين في مقابلة مع بلومبيرغ، أن مجوهرات بولغاري استثمار آمن وتعزز الأعمال التجارية.

وتابع في إشارة إلى القيود المفروضة على وصول روسيا إلى نظام سويفت SWIFT المالي، أنه حتى مع انسحاب العلامات التجارية الاستهلاكية، كشركة أبل Apple، ونايك Nike، وعملاقة الطاقة بي بي بلس BP Plc، وشل بلس Shell Plc، وإكسون موبيل كروب Exxon Mobil Corp من روسيا، إلا أن العلامات التجارية الفاخرة في أوروبا لا تزال تواصل أعمالها في البلاد.

وأشارت وكالة بلومبيرغ، إلى أن شركة بولغاري ليست الوحيدة التي لا تزال في روسيا، بل حتى مجوهرات كارتييه الشهيرة بالمجوهرات والساعات الفاخرة، وأيضاً ماركة رولكس.

وقال بابين: «نحن لا نزال هناك من أجل الشعب الروسي، وليس من أجل العالم السياسي، نحن نعمل في العديد من البلدان المختلفة التي تمر بفترات من عدم اليقين والتوتر».

ومثل الذهب الذي يمكن أن يكون بمثابة مخزن للأموال والتحوط ضد التضخم، يمكن للساعات والمجوهرات الفاخرة أن تحافظ على قيمتها، أو تزيد وسط الاضطراب الاقتصادي الناجم عن الحرب والصراع.

ومن جهة أخرى أيضاً، يمكن لساعات العلامات التجارية الشعبية، أن تتغير قيمتها في السوق الثانوية بثلاثة أو أربعة أضعاف سعر التجزئة، ولكن على الرغم من ذلك قد يكون للأزمة تأثيرات سلبية على قيمة السلع الكمالية.

وقال المحلل الاقتصادي في بيرنشتاين لوكا سولكا، إن العلامات التجارية الفاخرة قرارها يعود لها بشأن بقائها في السوق الروسية، ولكن من الناحية المنطقية قد يكون هذا الأمر مكلفاً لسمعة هذه العلامات في الأسواق الأخرى.

وتمثل مبيعات العلامات التجارية الفاخرة في روسيا والروس في الخارج أقل من 2% من إجمالي الإيرادات في بولغاري و مجموعة سواتش، وأقل من 3% في ريتشمونت Richemont، وهو مستوى غير مادي نسبياً.

ويعود ذلك جزئياً إلى التفاوتات في الدخل والثروة في روسيا، حيث يعيش عدد صغير من أصحاب المليارات الذين يعيشون بطريقة تتجاوز إمكانات الناس العاديين.

ويبلغ متوسط الأجر الشهري في موسكو حوالي 113 ألف روبل، ما يعادل 1350 دولاراً أمريكياً بسعر الصرف قبل الأزمة، وينخفض الدخل كثيراً في المناطق الريفية.

وقال متحدث باسم مجموعة سواتش، إن الشركة تراقب الوضع في روسيا وأوكرانيا عن كثب، ورفض الإدلاء بمزيد من التعليقات، في حين رفض المتحدثون الرسميون في ريتشمونت ورولكس وهيرميس التعليق.

يتزايد الضغط على العلامات التجارية الكبرى. وحثت مجلة Business of Fashion تجار التجزئة على إغلاق المتاجر الروسية وعدم شحن المنتجات عبر الإنترنت.

وقالت علامة LVMH إنها ستتبرع بخمسة ملايين يورو (5.6 مليون دولار) للجنة الدولية للصليب الأحمر لمساعدة ضحايا الحرب، وأضافت أن إل في إم إتش تقدم أيضاً مساعدة مالية وتشغيلية لموظفيها البالغ عددهم 150 موظفاً في أوكرانيا.

ومن المرجح أن ترفع شركة بولغاري، التي أسسها سوتيريو بولغاري عام 1884 واشترتها LVMH في عام 2011، الأسعار في روسيا في مرحلة ما، وفقاً لما ذكره الرئيس التنفيذي.

وقال: «إذا فقد الروبل نصف قيمته، تظل تكاليفنا هي تكاليف اليورو، ولا يمكننا أن نخسر أموالاً على ما نبيعه، لذا سيتعين علينا تكييف الأسعار».

وتخطط بولغاري لإبقاء متاجرها مفتوحة في روسيا، والمضي قدماً في تطوير فندق جديد في موسكو.