الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

بورصة موسكو.. من النجاحات إلى الانهيار التام

بورصة موسكو.. من النجاحات إلى الانهيار التام

وكالات

اختتمت بورصة موسكو عام 2021 بنجاحات كبرى مع أموال واستثمارات وفيرة، إلى أن بدأ غزو أوكرانيا الذي أدى إلى انهيارها وإغلاقها غير المسبوق.

صباح 24 فبراير بدأت البورصة مداولاتها كالمعتاد، لكن العالم تغير بعد أن بدأت الأزمة الروسية الأوكرانية، وانخفض مؤشر Moex بنسبة 33% وتبخر ما يقارب 190 مليار دولار في يوم واحد، وقررت البورصة في 25 فبراير إغلاق معظم أنشطتها.

ويتوقع أن يستمر هذا الإغلاق حتى 21 مارس على الأقل.

ومذاك تم تجميد أرصدة الروس التي تدفقت بقوة في السنوات الأخيرة أملاً بالإثراء الذي يصعب للمجتمع الروسي أن يسمح به.

وقالت آنا ميشانوفا البالغة من العمر 30 عاماً والمتخصصة في الرسوم البيانية لوكالة فرانس برس: «أشعر بإحباط تام.. لا أعرف ماذا أفعل».

وبدأت آنا الاستثمار قبل 3 سنوات بعد أن اكتشفت مدونة مالية، «اعتقدت أنه من المهم جداً أن يكون لديك حماية مالية ومعاش تقاعدي جيد بما أنه من غير المؤكد أن تقدم الدولة مبلغاً مالياً محترماً في سن الشيخوخة».

واستثمرت خصوصاً خلال الجائحة لجمع مبلع مالي يصل إلى 10 آلاف روبل شهرياً (حوالى 90 دولاراً اليوم، 150 دولاراً في ذلك الوقت) في الأسهم الروسية والأمريكية.. وتعتبر أنها «خسرت أموالها».. وعندما ستستأنف البورصة نشاطها تقدر خسائرها بـ4500 دولار.

2021 سنة ذهبية

وسعت البورصات والبنوك الروسية منذ سنوات لجذب استثمارات الأفراد من خلال تطبيقات جديدة، وازدهرت المدونات المالية.

ويقول ألكسندر سايغانوف رئيس قسم التحليل لدى Invest Heroes المجموعة الاستشارية للاستثمار: «في عام 2021 شهدنا تهافتاً كبيراً من الأفراد على البورصة، خصوصاً بورصتَي موسكو وسان بطرسبرغ.. بدأ هذا الاتجاه اعتباراً من عام 2019 عندما قام الوسطاء بتبسيط الإجراءات على المستثمرين».

وارتفع عدد الأفراد المستثمرين في روسيا ما بين مليونين إلى ثلاثة في عام 2018 إلى أكثر من 15 مليوناً في عام 2021.

في عام 2021 كانت بورصة موسكو الأولى بامتياز في البلاد، مدفوعة بالتعافي بعد الجائحة.. وبلغت التبادلات فيها مليون مليار روبل، وهو رقم قياسي تاريخي، وستة اكتتابات عامة وهو أمر لم يحصل منذ سنوات.

لكن منذ أكتوبر بدأت الاضطرابات الجيوسياسية -التي كانت من أولى بوادر النزاع في أوكرانيا- تلقي بظلالها على الأصول.

في نهاية عام 2021، تحسنت بورصة موسكو لجذب أفراد عاديين وأعلنت عن خدمات جديدة في مجال التكنولوجيا المالية، لا سيما لتسهيل الوصول إلى المستثمرين المبتدئين. الهدف المعلن هو الوصول إلى 25 مليون فرد بحلول عام 2022.

قال إيغور ماريتش مدير المبيعات والتطوير: «لسنا مجرد بورصة بل شركة تكنولوجيا».

2022 سنة سوداء

يقول المحلل ألكسندر سايغانوف: «ثم حل يوم 24 فبراير ومعه الانهيار غير المسبوق في كل شيء وعلى الجميع».

وقالت آنا ميشانوفا بأسف: «حتى 24 فبراير من هذا العام كنت واثقة من أن الأموال المخزنة في البنك أو في حساب استثماري ستكون موجودة وأنها ستساعدني دائماً.. لكنني كنت مخطئة».

وتابعت: «أدرك أنني الآن فاقدة للحماية تماماً.. لم يبق أمامي سوى الاحتفاظ بسيولة بسيطة بالعملات الأجنبية».

يسعى سايغانوف للحفاظ على تفاؤله قائلاً إن «السوق الروسية ستستمر»، معتقداً أنها ستصبح «وسيلة للحفاظ على مدخرات بالروبل من خلال الحماية من التضخم» الذي تخطى نسبة 9% على مدار عام واحد في فبراير ويتوقع أن يرتفع أكثر في الأشهر المقبلة.

بالنسبة للعملاء الروس، سيكون من الأفضل الاستثمار في «الذهب واليوان والأوراق النقدية (بالدولار واليورو والفرنك) وعندما تستأنف بورصة موسكو نشاطها في أسهم مجموعات التصدير»، كما ينصح يفغيني ماليكين الشريك في مجموعة الاستثمار الروسية آتون.

واستئناف نشاط البورصة على الأرجح على مراحل، الاثنين على أقرب تقدير، سيكون رهناً بالضوء الأخضر من البنك المركزي.