الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

3 عوامل جعلت الأسهم الأمريكية ملاذاً آمناً للمستثمرين

3 عوامل جعلت الأسهم الأمريكية ملاذاً آمناً للمستثمرين

البورصة الأمريكية

قال تقرير أعدته وكالة بلومبيرغ الاقتصادية إن المستثمرين وجدوا ضالتهم بسوق الأسهم الأمريكية، وخاصة الشركات الكبرى وذلك في ظل بحثهم عن ملاذ آمن وسط تزايد المخاطر بسبب 3 عوامل تتمثل في الحرب في أوكرانيا، وارتفاع أسعار الفائدة، والركود العالمي.

وارتفع مؤشر S&P 500 بأكثر من 8٪ خلال الأسبوعين الماضيين، معوضاً جميع خسائره منذ بدء العمليات العسكرية الروسية في 24 فبراير الماضي، وفي الوقت نفسه، ارتفع مؤشر ناسداك 100 ذو التقنية العالية بنسبة 11٪ تقريباً.

وأوضح التقرير أن أداء مؤشرات أسواق الأسهم الأمريكية المرتفع أتى مع مواصلة الشركات تسجيل أرباح قوية، مشيراً إلى أن توقعات الأداء تتحسن وسط توقعات باستمرار المكاسب، رغم المخاطر التي لا تُعدّ ولا تُحصى التي تتعرض لها الأسهم العالمية.

خيار مفضل

ووفقاً لمذكرة بحثية أصدرها «بنك أوف أمريكا»، فإن الأسهم الأمريكية أصبحت تمثل الخيار المفضل للمستثمرين العالميين في الوقت الحالي، وخاصة في حالة مقارنتها مع السندات، حيث يقترب العائد على الديون الحكومية العالمية المرجحة بأوزان إجمالي الناتج المحلي العالمي، من تسجيل أسوأ أداء خلال عام له منذ 1949.

وبحسب تقديرات «بلومبرغ إنتليجينس»، فإن الأداء الإيجابي للأسهم الأمريكية جاء بسبب تحسن توقعات نمو أرباح الربع الأول للشركات المدرجة في مؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، والتي زادت لمدة 3 أسابيع متتالية.

وقالت غينا مارتن آدامز، كبيرة استراتيجيي الأسهم في «بلومبرغ إنتليجنس»، في مذكرة بحثية: «يبدو أن الأسهم قد تمّ تسعيرها إلى حد كبير حسب المخاطر الجيوسياسية ومخاطر ارتفاع أسعار الفائدة في المدى القريب».

وأضافت: «ارتفعت توقعات الأرباح مرة أخرى، حيث أصبح المحللون أكثر ارتياحاً لمخاطر سلسلة التوريد ما أدى إلى استمرار تحسن تقديرات الإيرادات».

وتقول إيليا فيغين، العضو المنتدب وكبير المحللين الاستراتيجيين في «والاش بيث كابيتال» إن أسهم الشركات الكبيرة في الولايات المتحدة توفر ملاذاً آمناً، وقيمة أكبر من الأسهم الصغيرة والمتوسطة، لأنها تميل إلى توليد دخل موثوق للمستثمرين، وخاصة الشركات التي يمكنها الحفاظ على توزيعات نقدية.

وأشارت إلى أن تراجع سوق الأسهم الأمريكية في بداية العام بسبب ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير وتباطؤ النمو الاقتصادي يعني أن أسعارها لم تعد مرتفعة كما كانت من قبل.

سيولة ضخمة

وبحسب التقرير، فإن المستثمرين أصبحوا يثقون بالشركات الأمريكية بسبب السيولة الضخمة في ميزانياتها العمومية التي تراكمت خلال الوباء، ونتيجة لذلك، تكثّف الشركات الأمريكية عمليات إعادة شراء الأسهم بمستويات قياسية.

وقامت الشركات المدرجة في مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بإعادة شراء أسهم بقيمة 882 مليار دولار العام الماضي، بزيادة 9.3% على المستوى القياسي الذي سجلته في عام 2018، وفقاً لمؤشرات «ستاندرد آند بورز داو جونز».

إلى جانب ذلك، ظلت بعض كبرى شركات التكنولوجيا مثل «آبل»، و«ألفابيت» الشركة الأم لـ«غوغل»، و«مايكروسوفت» منخفضة هذا العام، ما يوفر فرصاً لشراء الأسهم التي سجلت أعلى مستوياتها على الإطلاق منذ وقت قريب.

وبدوره، قال إريك بيلي، المدير التنفيذي لإدارة الثروات في «ستيوارد بارتنرز غلوبل أدفيزوري»، في مقابلة: «أظهرت كبرى شركات التكنولوجيا مرونة، خاصةً الشركات الخمس الكبرى».

وأضاف: «رأى المستثمرون أن بعض الأسهم انخفض بنسبة 20% على الأقل ما يمثل فرصة شراء، وكانت أسهم شركات التكنولوجيا أيضاً نقطة مضيئة، في حين أن الأسهم شبه جذابة، نظراً لأنها تمثل العمود الفقري للعالم الرقمي».

وتضيف «بيلي» أن التاريخ يؤكد أن الأسواق تشهد في البداية انخفاضاً كبيراً، وسط المخاوف بشأن الحرب، وأضاف: «غالباً ما تتعافى بمجرد حدوث ذلك، ولا نعرف كيف ستنتهي الأمور بين روسيا وأوكرانيا الأمر الذي يمثل مصدر قلق كبيراً، هل تتصاعد أم تسوء؟».

أمر مثير

وذكر تقرير بلومبيرغ الاقتصادية أن الأمر المثير للحيرة، أن أكبر أسواق الأسهم في العالم لم تنهرْ، حيث ظل مؤشر «ستوكس أوروبا 600» ثابتاً، منذ بدء الأزمة الأوكرانية.

وانخفض مؤشر «إم إس سي أي آسيا باسيفيك» بأكثر قليلاً من 3% خلال تلك الفترة، بينما خسر مؤشر «ناسداك غولدن دراغون تشاينا» نحو 7.5%، ويرجع ذلك إلى حد كبير بسبب مخاوف تباطؤ النمو، وخطر إلغاء إدراج الشركات الصينية من البورصات الأمريكية.

ويأتي كل ذلك وسط تداعيات العقوبات المفروضة على موسكو على نمو الاقتصاد العالمي، كما تتزايد مخاطر الركود في الولايات المتحدة أيضاً، حيث انعكست أجزاء من منحنى عائد سندات الخزانة مع بدء مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» دورة التشديد النقدي الجديدة.