الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

موسكو تسدد ديونها بالروبل والبنوك الأجنبية ترفض المدفوعات

موسكو تسدد ديونها بالروبل والبنوك الأجنبية ترفض المدفوعات

انتقلت المواجهة بين الغرب وروسيا إلى ساحة سداد الديون في ظل سعي موسكو لسداد ديونها المقومة بعملات أجنبية بالروبل، ورفض البنوك الأجنبية تلقي المدفوعات، ما يضع موسكو في موضع المتخلف عن سداد الديون، ويفتح الباب أمام وكالات التصنيف الائتماني العالمية لتخفيض تصنيفها الائتماني وحرمها من القدرة على الاقتراض من أسواق المالي الدولية وصولاً لإشهار إفلاسها.

وبحسب وزارة المالية الروسية، سددت روسيا أمس بالروبل قروضاً أجنبية لسندات مقومة بالدولار، بعدما رفض مصرف مراسَل إتمام أوامر الدفع.

وذكرت الوزارة أنها اضطرت إلى تسديد مبلغ قدره 649,2 مليون دولار لدائنين أجانب بالروبل، في ضربة جديدة لمحاولات روسيا تجنّب التخلف عن تسديد ديونها السيادية في ظل العقوبات الاقتصادية واسعة النطاق التي فرضت عليها رداً على حرب أوكرانيا.

وقالت الوزارة إن بنوكاً أجنبية رفضت تحويل مدفوعات لسداد خدمة دين عن سندات دولية بقيمة 2ر469 مليون دولار، مشيرة إلى أنها أرسلت مدفوعات بالدولار لسندات تستحق الشهر الجاري وفي أبريل 2042، لكن تم رفضها، فاضطرت روسيا لاستخدام المؤسسات المالية المحلية.

وأضافت الوزارة أنها حولت الدفعة الكاملة بالروبل إلى مؤسسة «وديعة التسوية الوطنية».

وأوضحت الوزارة أنها تعتبر بذلك أنها أوفت بما عليها من التزامات بشكل كامل.

وذكرت وزارة المالية أن روسيا قد تدرس السماح لحاملي سندات اليوروبوندز الأجنبية لعامي 2022 و2042 بتحويل مدفوعات الروبل إلى العملات الأجنبية بمجرد عودة روسيا إلى حساباتها في الفوركس.

الخزانة الأمريكية

وتأتي هذه الخطوة بعدما أوقفت وزارة الخزانة الأمريكية مدفوعات ديون روسية بالدولار من حسابات الحكومة الروسية في البنوك الأمريكية، مما زاد الضغط على موسكو للعثور على مصادر تمويل بديلة لسداد مستحقات مستثمري السندات.

وبحسب المتحدث باسم مكتب مراقبة الأصول الأجنبية تستهدف هذه الخطوة إجبار روسيا على الاختيار من بين 3 بدائل، استنزاف احتياطيات الدولار الموجودة لديها، أو الحصول على إيرادات جديدة، أو التخلف عن السداد.

وفي وقت سابق خفضت وكالتا التصنيف الائتماني «فيتش» و«موديز» تصنيف روسيا التي أصبحت في فئة البلدان المعرضة لخطر عدم القدرة على سداد ديونها، وقالت موديز إنها ستتابع مراقبتها لروسيا في مواجهة العقوبات الغربية.

وتجعل الدرجتان ديون روسيا في فئة الاستثمارات غير الآمنة وستعقدان إمكانية حصول البلاد على تمويل.

وقالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، إن استخدام روسيا للروبل لسداد الفوائد على سنداتها المستحقة، يعتبر تخلفاً عن السداد، وإن على روسيا الدفع بالدولار في غضون فترة السماح البالغة ثلاثين يوماً، وذلك لتفادي اعتبارها متعثرة بالسداد.

وفي حال قيام وكالات التصنيف بخرق الحظر، فستواجه احتمال فقدان رخصها للعمل في الاتحاد الأوروبي.

ويحظر الاتحاد الأوروبي على وكالات التصنيف الائتماني الكبرى إصدار تصنيفات لروسيا وشركاتها في إطار أحدث حزمة من عقوباته على موسكو بسبب عملياتها العسكرية في أوكرانيا.

وتفيد مذكرة لـ«جي بي مورغان» بأن الدفعة التالية للفائدة المستحقة من موسكو مقررة الاثنين 21 مارس وتبلغ 66 مليون دولار. ولكن لروسيا هذه المرة الحق التعاقدي في الدفع بعملات أخرى غير الدولار، بما في ذلك الروبل.

صندوق النقد الدولي

حذر صندوق النقد الدولي في وقت سابق من خطر تخلّف روسيا عن الإيفاء بالتزامات ديونها جرّاء العقوبات غير المسبوقة المفروضة عليها بسبب حربها في أوكرانيا، والتي ستصعّب تحويل أصولها الاحتياطية لدى الصندوق، المعروفة باسم حقوق السحب الخاصة، إلى عملة.

واعتبرت النائبة الأولى لمديرة صندوق النقد، غيتا غوبيناث أن تخلف روسيا عن سداد ديونها الخارجية سيكون تأثيره محدوداً على النظام المالي العالمي.

وأدت العقوبات الغربية التي اتُخذت رداً على الهجوم الروسي على أوكرانيا إلى شلل في جزء من النظام المصرفي والمالي في روسيا وتسببت في انهيار الروبل.

وتشمل العقوبات تجميد الاحتياطات الروسية في الخارج التي تصل قيمتها إلى نحو 300 مليار دولار.

ويثير هذا مخاوف من أن موسكو لن تكون قادرة بعد الآن على الوفاء بالكثير من المواعيد النهائية لسداد الديون بالعملات الأجنبية خلال الفترة من مارس إلى أبريل، ما يضعها في وضع التخلف عن السداد.

سيناريو مكرر

في عام 1998 تخلفت روسيا عن سداد ديونها الداخلية في 1998، عندما أدى الوضع في آسيا إلى زعزعة اقتصادها، استغرق الأمر 12 عاماً حتى تتمكن روسيا من العودة إلى الاقتراض من الأسواق.

ومنذ ذلك الحين سعت موسكو جاهدة إلى بناء اقتصاد قوي مع نسبة دين منخفضة جداً واحتياطات تزيد على 600 مليار دولار بفضل عائدات النفط.

وكانت وزارة المال الروسية قالت في وقت سابق الخميس إنها أرسلت الأموال المطلوبة إلى «مصرف أجنبي» وهي 73 مليون دولار لفوائد مرتبطة بسند يستحق في 2023 و44 مليوناً مرتبطة بسند يستحق سداده في 2043.

تأكيدات روسية

أكد وزير المالية أنطون سيلوانوف مراراً وتكراراً أن روسيا ستدفع بالروبل إذا لم تسمح العقوبات المفروضة عليها بتسويات بالدولار.. ولا يحتوي أي من السندات على خيارات للسداد بالروبل.

وينتظر حاملو السندات الروسية الأجانب كيفية تصرف موسكو اليوم بمدفوعات مستحقة بقيمة 117 مليون دولار، حيث تعتبر أولى المستحقات بالعملة الأمريكية منذ أن أعلن الكرملين أنه سيعامل الدائنين من البلدان التي انضمت للعقوبات بشكل مختلف.