السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

الاختيارات الصعبة.. كيف يتعامل الأمريكان مع اشتعال الأسعار؟

الاختيارات الصعبة.. كيف يتعامل الأمريكان مع اشتعال الأسعار؟

أدى التضخم الأكثر شدّة منذ أكثر من 40 عاماً إلى زعزعة الميزانيات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، مما أدى إلى حدوث تغييرات في عادات الإنفاق وعلاقات الناس مع بعضهم البعض. حيث يخطط حوالي 84٪ من الأمريكيين لخفض الإنفاق نتيجة لارتفاع الأسعار، وفقاً لمسح وطني أجراه استطلاع هاريس لصالح شبكة بلومبرج.

تتضمن أكبر التخفيضات تناول الطعام بالخارج والمشتريات، جنباً إلى جنب مع القيادة والأحداث الترفيهية مثل الحفلات الموسيقية والرياضة. ومع بلوغ التضخم الآن 8.5٪، وهو أعلى معدل منذ عام 1981، يتعين على المستهلكين اتخاذ بعض الخيارات الصعبة. وعلى الرغم من أن سوق العمل والاقتصاد يبدو بحالة صلبة، فإن نمو الأجور لا يواكب أسعار العناصر اليومية، ويتعرض المستهلكون للدغ من جميع الجوانب.

قال كبير مسؤولي الاستثمار في شركة بلانت موران للاستشارات المالية جيم بيرد «الانهيار الحاد في مزاج المستهلك الجماعي يعكس مخاوف التضخم أكثر من أي شيء آخر. ربما يتباطأ الاقتصاد، لكنه لا يزال ينمو بمعدلات قوية ولا تزال خلق فرص العمل قوية. إنها حقيقة أنهم يشاهدون مكاسب دخلهم تختفي في البقالة وفواتير الغاز، إنه أمر محبط للهمم».

وأضاف بيرد أن أكثر من 70٪ من المشاركين في الاستطلاع يشعرون بآثار التضخم بشكل أكبر في أسعار الغاز والبقالة. وقد دعم هذا الشعور بيانات مؤشر أسعار المستهلك يوم الثلاثاء لشهر مارس، والتي أظهرت ارتفاع أسعار البنزين بنسبة 48٪ وارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 8.8٪ عن العام السابق. تم إجراء الاستطلاع على عينة تمثيلية على المستوى الوطني من 2100 أمريكي خلال شهر أبريل.

اختيار الأولويات

أفاد التقرير أن الأمريكيون يعملون على تقليص الإنفاق الترفيهي بسبب التضخم. وعلى سبيل المثال، يضطر إيان ميلز من ولاية فيرجينيا، إلى تغيير طريقة التسوق في البقالة بشكل جذري بسبب ارتفاع الأسعار. حيث عادةً ما يحاول شراء المنتجات الطازجة والأطعمة العضوية، لكنه تحول الآن إلى المزيد من السلع المعلبة والمجمدة.

قال ميلز «صحة الاقتصاد تؤثر على صحتنا الجسدية. لقد تغيرت الطريقة التي أتعامل بها مع الحياة اليومية. هناك الكثير من الأموال التي يمكن إنفاقها على أشياء تافهة». وفي السياق ذاته، يقول حوالي 40٪ من الأمريكيين إن التضخم يجعلهم ينفقون أقل على العناصر التي قد تكون مفيدة لصحتهم ولكنها باهظة الثمن.

قال محلل إستراتيجية الاستثمار في شركة روبرت دبليو بيرد روس مايفيلد «إذا استمر التضخم، فقد يكون ذلك بمثابة رياح معاكسة للإنفاق الاستهلاكي ومواكبة نمو الأجور».

تأثير الميزانية

في الشهر الماضي، ارتفعت الإيرادات بالساعة بنسبة 5.6٪ عن العام السابق، وهي أكبر عدد منذ شهر مايو 2020، ولكنه غير كافٍ لمواكبة التضخم. في استطلاع هاريس، أفاد ثلث المشاركين فقط أنهم تلقوا زيادة بسبب التضخم، وأشار التقرير أن 20٪ إنها لم تكن كافية.

اختيارات صعبة

تؤدي الأسعار المرتفعة إلى تغيير العلاقات المالية للأمريكيين مع بعضهم البعض. وفي الوقت الذي يهيمن فيه الموضوع على عناوين الأخبار والنقاشات السياسية، أظهر استطلاع هاريس أن التضخم أصبح عذراً شائعاً للأمريكيين لعدم الشراء أو القيام بشيء ما، حتى عندما لم تكن التكلفة في الواقع عاملاً مؤثراً. كما أفاد أن ما يقرب من نصف الأمريكيين استخدموا ارتفاع الأسعار كذريعة.

اللافت للنظر أن 51٪ من الأسر ذات الدخل المرتفع تقول إنها استخدمت التضخم كذريعة حتى لو لم تكن الأسعار المرتفعة مشكلة في الواقع، مقارنة بـ 44٪ فقط من الأسر منخفضة الدخل. وهذا على الرغم من حقيقة أن الأمريكيين ذوي الدخل المنخفض يتعرضون للضغط أكثر من خلال ارتفاع الأسعار.

العذر التضخمي

يقول 53٪ من الأزواج إن التضخم يدفعهم إلى التحدث عن المال أكثر مع شركائهم في المنزل، وأن ارتفاع الأسعار كان له تأثير سلبي على علاقاتهم. حيث تكشف الزيادات في الأسعار عن خيارات الإنفاق التي يرغب الأمريكيون في اتخاذها مقارنة بالآخرين أيضاً. ويبدو أن الحيوانات الأليفة تحتل مرتبة أعلى من البشر.

يقول حوالي 71٪ من المشاركين في الاستطلاع أنهم من المرجح أن يضحوا بنوعية أو كمية الإنفاق على السلع لأنفسهم بسبب التضخم. وانخفض هذا الرقم إلى 56٪ عندما يتعلق الأمر بأزواج أو شركاء، وقال 48% فقط إنهم سيضحون بالكمية أو الجودة عند الإنفاق على حيواناتهم.

ارتفاع الأسعار له تأثير سلبي إلى حد كبير على نوعية حياة الأمريكيين، ومع ذلك يقول 57٪ إنهم يرون بعض الاتجاه الصعودي. وأكثر من الثلث يستشهدون بتقليص المشتريات كميزة لهم. ويرى حوالي 21 ٪ فائدة لهم في زيادة الأجور، بينما يقول 18٪ إنها تجعل سداد الديون أسهل.

من جهة أخرى، فإن التضخم الحالي لا يجعل نظرة الأمريكيين لما هو قادم أكثر إشراقًا. وقال 27٪ فقط إنهم يرون انتهاء التضخم هذا العام. بينما ما يقرب من الثلث يتوقعون أن يستمر حتى عام 2023، أما 20٪ يقولون إنه سيستمر إلى أجل غير مسمى.