الثلاثاء - 14 مايو 2024
الثلاثاء - 14 مايو 2024

دولتان عربيتان أكبر المستفيدين من أزمة الطاقة الأوروبية

دولتان عربيتان أكبر المستفيدين من أزمة الطاقة الأوروبية

أزمة الطاقة الأوروبية

«مصائب قوم عند قوم فوائد».. هكذا تنظر الدول المصدرة للغاز إلى أزمة الطاقة الأوروبية، حيث تواجه دول أوروبا أزمة نقص غير مسبوقة في إمدادات الغاز، تعتبر الأخطر منذ عقود، يقابلها في الناحية الأخرى مستفيدون من ارتفاعات أسعار الغاز العالمية، الذين يتأهبون لاغتنام الفرصة لتحقيق مكاسب استثنائية خلال تلك الأزمة، وعلى رأسهم مصر والجزائر، وتنضم إلى القائمة روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والنرويج وأستراليا وكندا وهولندا وماليزيا.

وبحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية، ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا بنسبة تصل إلى نحو 400% هذا العام، مدفوعة بانخفاض المخزون مع زيادة الطلب مع عودة النشاط الاقتصادي الصناعي، بما يزيد الضغوطات على المستهلكين.

وتضاعف أسعار الغاز عدة مرات منذ بداية جائحة كورونا وحتى الآن في أوروبا، يضع القارة أمام تحديات عديدة تؤثر على مختلف القطاعات، مع زيادة الطلب على الغاز الطبيعي المسال حول العالم.

وتتجه الشركة الروسية «غازبروم» لرفع توقعاتها حول السعر الذي سوف يتم تصدير الغاز إلى أوروبا وتركيا به خلال العام الجاري، من 270 دولاراً إلى ما بين 295 و330 دولاراً لكل 1000 متر مكعب، وفقا لبيانات «بلومبيرغ».

وتعهدت مجموعة الطاقة الإيطالية «إيني» بتخفيف أزمة الطاقة في أوروبا بتوفير نحو 14 تريليون قدم مكعبة إضافية من الغاز إلى الأسواق العالمية.

وقال الرئيس التنفيذي لإيني كلاوديو ديسكالزي: «إننا نزيد إنتاجنا من الغاز وسنرسل كل ما اكتشفناه إلى إيطاليا وجنوب أوروبا».

ويأتي ذلك من خلال الاستفادة من التحالفات القائمة مع الدول المنتجة، بما في ذلك مصر والجزائر، حيث ستعمل الشركة الإيطالية مع مصر ودول أخرى لتوفير مصادر بديلة للغاز إلى أوروبا، وذلك في الوقت الذي تخطط فيه الدول الأوروبية للتخلص التدريجي من الاعتماد على مصادر الطاقة الروسية بعد حربها مع أوكرانيا.

ونشطت الشركة بشكل خاص في مصر مؤخراً، حيث حصلت إيني على امتيازات التنقيب عن الغاز ضمن المزايدة الحكومية المطروحة لعام 2021، وخصصت المجموعة الإيطالية ما لا يقل عن مليار دولار لإنتاج النفط في خليج السويس ودلتا النيل.

ووقعت مصر اتفاقية مع شركة إيني الإيطالية لزيادة معدلات إنتاج الغاز محلياً على المدى القصير، وتوفير شحنات من الغاز المسال للتصدير من مصنع إسالة الغاز بدمياط إلى إيطاليا أو أوروبا.

وتهدف الاتفاقية التي وقعتها الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية «إيجاس» وشركة إيني إلى تحقيق الاستغلال الأمثل لاحتياطيات الغاز المصري من خلال تعظيم الإنتاج المشترك.

وتجاوزت صادرات الغاز المصري إلى أوروبا مليوني طن متري في عام 2021، ارتفاعاً من 270 ألفاً فقط العام السابق، حسبما نقلت مؤسسة ستاندرد آند بورز جلوبال بلاتس عن شركة كبلر لتحليل بيانات الشحن.

في الوقت ذاته، توصلت الجزائر وإيطاليا، إلى اتفاق لزيادة كميات الغاز التي تستوردها روما من الجزائر بهدف التقليص من التبعية للغاز الروسي.

وقالت «سوناطراك»، الشركة الجزائرية المملوكة للدولة، إنها حددت أيضاً مع شركة «إيني» أسعاراً جديدة لمبيعات الغاز للعامين 2022 و2023.