الخميس - 09 مايو 2024
الخميس - 09 مايو 2024

كيف كانت روسيا المستفيد الأكبر من أزمة تصدير الغذاء العالمية؟

كيف كانت روسيا المستفيد الأكبر من أزمة تصدير الغذاء العالمية؟

خطة أوروبية للمساعدة في نقل القمح من أوكرانيا إلى العالم.

تسببت الحرب الروسية في أوكرانيا في منع صادرات الحبوب عن طريق البحر، يضاف ذلك إلى موجة الطقس الحار والجفاف التي تسببت بضرر محاصيل الزراعة في أجزاء أخرى من العالم، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الحبوب إلى مستويات شبه قياسية.

وفي نفس الوقت، كانت روسيا هي المستفيد الأكبر من اضطرابات الغذاء التي ضربت العالم، وواصلت تصدير قمحها بأعلى سعر مقابل جني المزيد من الإيرادات لكل طن، بينما تشير التوقعات إلى وفرة محصول القمح الروسي للموسم المقبل، ما يعني استمرار روسيا في جني الأرباح في ظل الوضع الراهن.

وارتفعت أسعار القمح العالمية بأكثر من 50% لهذا العام، بينما جمع الكرملين 1.9 مليار دولار من عائدات ضرائب تصدير القمح حت الآن للموسم الحالي وفقاً لتقديرات المستشار الزراعي "سوف إيكون".

واضطرت أوكرانيا بسبب إغلاق روسيا للموانئ، إلى شحن الحبوب براً، ما أدى إلى تصدير حوالي ربع الكمية المعتادة.

وقال ديفيد بيزلي رئيس برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، إن استمرار إغلاق الموانئ هو بمثابة حرب على الأمن الغذائي العالمي.

وأشار بيزلي إلى أن عدم الحصول على الطعام قد يدفع الملايين من الناس إلى الهجرة، وفقاً لما ذكرته وكالة بلومبيرغ.

وأضاف أن كل زيادة بنسبة 1% في الجوع حول العالم، ستودي إلى زيادة الهجرة بنسبة 2%، مشيراً إلى وجود 49 مليون شخص قرب خط المجاعة في 43 دولة.

وتعتبر كل من روسيا وأوكرانيا من كبار الموردين الرئيسيين للقمح وزيت عباد الشمس في العالم، وتعتبر أوكرانيا أيضاً من بين أكبر ستة مصدرين للذرة والدجاج والعسل، حيث تكسب حوالي 10% من ناتجها المحلي من شحن ملايين الأطنان سنوياً عبر البحر الأسود وهي من البلدان القليلة في العالم التي تصدر كميات كبير من الغذاء المحلي إلى العديد من البلدان.

وفي الوقت الذي تواجه روسيا بعض المشاكل بسبب العقوبات نتيجة الهجوم على أوكرانيا، إلا أنها تقدم منتجاتها الزراعية بوتيرة أسرع من العام الماضي حيث تتعاقد مع شركات الشحن الدولية كـViterra وCargill، حيث إنها تشحن العديد من الكميات إلى إسرائيل التي كانت تشتري من أوكرانيا.

وأفادت وكالة الأنباء الروسية إنترفاكس، أن شحنات القمح الروسي للموسم الحالي بلغت 34.1 مليون طن حتى هذا الأسبوع، بانخفاض 11% عن العام الماضي.

وقال هوغو بوديه المحلل في AgFlow المختصة بمراقبة الإمدادات الزراعية، إن روسيا قامت بتهميش منافس رئيسي بشكل فعال، مشيراً إلى أنه بين 1 أبريل و23 مايو، عززت روسيا بشكل كبير شحناتها من الحبوب إلى العديد من الدول بما في ذلك تركيا وإيران.

وأشار إلى أن أوكرانيا كانت المنافس الرئيسي لروسيا، حيث باتت روسيا الآن تتمتع بميزة كبيرة في مجال تصدير الأغذية نظراً لوجود منافسة أقل، وتراجع إنتاج المحاصيل للعام الجاري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيراً إلى انه على الرغم من وضع العديد من الدول حظراً على البضائع الروسية، فإن السلع الزراعية الروسية لم يتم اتخاذ أي إجراء تجاهها.

ومن المتوقع أن تحصد روسيا محصولاً قياسياً للموسم القادم بسبب الطقس الجيد، بينما يكافح المزارعون الأوكرانيون في زرع حصيلة الموسم.

ويشهد موردو القمح الكبار الآخرون من الولايات المتحدة إلى أوروبا الغربية، موجات جفاف تهدد محاصيلهم، في حين سيطرت روسيا أيضاً على شحنات زيت عباد الشمس منذ بدء الحرب بعد قطع الصادرات الأوكرانية عن طريق البحر.

ويرى المحللون أن قطاع الغذاء أصبح بالنسبة لروسيا قطاعاً تتمتع فيه بنفوذ اقتصادي وسياسي على مدى السنوات المقبلة.

وعلى الرغم من أن روسيا تجني العديد من عائدات تصدير السلع الغذائية، فإن المواطنين الروس يعانون من ارتفاع سريع في أسعار المواد الغذائية، فعلى الرغم من أنها مكتفية ذاتياً من حيث المواد الخام كالحبوب والسكر، فإنها تعتمد على الواردات في السلع اللوجستية من التعبئة والتغليف، إلى الأغذية المصنعة والنكهات والمكونات الأساسية.