الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

الرؤساء التنفيذيون حول العالم يتنبؤون بركود قريب

الرؤساء التنفيذيون حول العالم يتنبؤون بركود قريب

يتوقع ما يزيد على ثلاثة أرباع الرؤساء التنفيذيين العالميين أن يضرب الركود المنطقة التي تعمل فيها شركاتهم بحلول عام 2023، وفقاً لآخر استطلاعٍ للرأي أجرته منظمة «ذا كونفرنس بورد» على 750 من الرؤساء والمديرين التنفيذيين في العالم.

وأظهرت نتائج الاستطلاع تغيراً مذهلاً في التوقعات الاقتصادية من جهة 22% من المشاركين الذين أبلغوا عن ملاحظة مخاطر الركود في استطلاع أواخر عام 2021. فيما أظهر مديرون آخرون قدراً أقل من اليقين حول اقتراب الركود، حيث توقع 60% من المسؤولين الماليين حدوث ركود في منطقتهم بحلول نهاية العام المقبل.

وظهرت نتائج الاستطلاع يوم الجمعة قبل رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بنسبة 0.75% للحد من التضخم المفاجئ. ومع ذلك، اعتقد 15% من الرؤساء التنفيذيين في تلك المرحلة أن منطقتهم كانت بالفعل في حالة ركود، إذ تنبع هذه المخاوف من الحرب في أوكرانيا، ما يسبب تقلباً في أسعار الطاقة وارتفاعاً لتكاليف الإنتاج

ويجد ما يزيد عن نصف الرؤساء التنفيذيين هذه القضايا أساساً للتأثير على عملياتهم التجارية في العام المقبل، حيث تؤدي روسيا دوراً مهماً في أسواق الطاقة العالمية كونها ثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم. أما الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا فحظروا استيراد النفط والغاز الروسيين، إذ يرى الرؤساء والمديرون التنفيذيون أن الحرب تغذّي التضخم من خلال تقلبات أسعار الطاقة وارتفاع تكاليف المواد النادرة، ما يؤدي إلى مخاوف بشأن ضغوط هوامش الأرباح.

وقدّم الرؤساء التنفيذيون إجابات متباينة فيما يتعلق بكيفية التخطيط للتعامل مع تأثير التضخم، إذ تمثلت الاستراتيجية الأكثر شيوعاً من 51% من الرؤساء التنفيذيين بتمرير تكاليفَ أعلى للمستهلكين. أما الاستراتيجية التالية فتمثلت في خفض التكاليف، حيث أشار إليها 47% من الرؤساء التنفيذيين، في حين ذكر 36% من الرؤساء التنفيذيين أنهم يخططون لاستيعاب التكاليف الإضافية من خلال تقليل هوامش أرباحهم.

ولكن ثمة قلق آخر يتمثل في تصعيد الحرب، حيث أعرب 90% من الرؤساء التنفيذيين عن قلقهم بشأن هذا التهديد، فيما عد 16% من الرؤساء التنفيذيين الأمن السيبراني قضية عالية التأثير لشركاتهم قبل الحرب، وفقاً لمقالة نشرها موقع «فورتشن» مؤخراً.

تعد إعادة توجيه سلاسل التوريد أهم الإجراءات التي تتخذها الشركات للاستجابة لتأثيرات الحرب. علماً بأن الضغط يطال سلاسل التوريد العالمية مسبقاً بسبب الجائحة. كما أدت الحرب في أوكرانيا إلى تعطيل طرق الإمداد التقليدية وخلقِ اختناقاتٍ للسلع الأساسية، مثل الحبوب والأجزاء الصناعية.

أفاد نحو ثلثي الرؤساء التنفيذيين العالميين وما يزيد على 70% ممن يعملون في روسيا أو أوكرانيا أنهم يركزون على إصلاح سلاسل التوريد هذه وتعزيز مرونتها، حيث تدرك الشركات الآن ضرورةَ النظر بقوة في التحول إلى الموردين الإقليميين والمحليين إلى جانب تنويع مصادر الإمداد بعيداً عن الصين والمناطق عالية المخاطر.

ويتوقع معظم الرؤساء التنفيذيين الأمريكيين الروّاد أن الاقتصاد يتجه نحو الركود، ففي وقت سابق من هذا الشهر، حذر جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لشركة «جي بي مورغان تشيس»، المستثمرين من الاستعداد لـ«إعصار» اقتصادي وأن «غيوم عاصفة» كانت تلوح في الأفق بسبب حرب أوكرانيا ورفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة.

تأتي تنبّؤات ديمون القاتمة في أعقاب تنبؤات تشارلي شارف، المدير التنفيذي لشركة «ويلز فارغو» المصرفية، إذ أفاد شارف في مايو بأنه لا يوجد «أي شك» في أن الولايات المتحدة كانت تتجه إلى نوعٍ من الركود الاقتصادي.

كما ذكر إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا»، خلال مؤتمر مايو أن العالم يشهد حالةَ ركود تزداد سوءاً مع الوقت، ثم أكد ماسك مخاوفه في أوائل يونيو، إذ أخبر المديرين التنفيذيين لشركة «تسلا» عبر البريد الإلكتروني أنَّ لديه «شعورٌ سيئ للغاية» حول الاقتصاد.

ومن ناحية أُخرى، ذكر مديرون آخرون أنهم يوزنون الاحتمالات ويستعدون للتباطؤ الاقتصادي، مشيرين إلى احتمالية عدم وصول ذلك إلى حد الركود الكبير، حيث ذكر جيمس غورمان، الرئيس التنفيذي لشركة «مورغان ستانلي»، يوم الاثنين أنه «من الممكن أن ندخل في حالة ركود، ربما بنسبة 50%، ولكن من غير المرجح في هذه المرحلة أن ندخل في ركود عميق أو طويل».