تتيح رؤية الإمارات نحو الحياد الكربوني وتعزيز التوسع في الطاقة المستدامة فرصاً كبيرة للشركات المحلية والشركات الأجنبية العاملة بأنشطة النفط والغاز وأنظمة الطاقة لرفع تعاقداتها بشكل ملحوظ في ظل توقعات سوقية بنمو سوق حلول الطاقة 100%.
وأكد مختصون في القطاع بدء منتجي النفط والغاز وشركات إنتاج الطاقة بخطوات فعلية نحو خفض بصمتها الكربونية وتعزيز تواجدها في أنشطة إنتاج الطاقة المستقبلية وبمقدمتها الهيدروجين.
وأوضحوا أن النمو المتوقع يستند إلى قوة السوق الإماراتي الذي يصنف ضمن أكبر أسواق إنتاج الطاقة سواء عبر أنشطة النفط والغاز أو الطاقة المتجددة إلى جانب مدى التحول الواضح الذي يشهده اقتصاد الدولة نحو التكنولوجيا والطاقة النظيفة والبيئة الخضراء المستدامة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة الإنشاءات البترولية أحمد الظاهري أن رؤية الإمارات نحو الحياد الكربوني ستحفز الشركات الوطنية العاملة في الطاقة وتعزز الاعتماد على حلول التكنولوجيا، ما يضاعف نشاط هذا السوق، مشيراً إلى سعي شركة الإنشاءات البترولية لخفض البصمة الكربونية بحوالي 30% في عملياتها الإنتاجية بحلول العام المقبل 2023.
وأوضح أن الشركة بدأت بالفعل خطوات عدة على صعيد خفض انبعاثات الكربون والتوسع في استخلاص طاقة الهيدروجين عبر اتفاقيتها مع شركة «تكنيب» الرائدة في تحول الطاقة، والتي تستهدف تنفيذ مشاريع لإنتاج الهيدروجين سواء داخل الدولة أو في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ومن جانبه، قال مدير تطوير الأعمال في مجموعة الفهيم محمد عبدالله الفهيم إن الطاقة المتجددة والنظيفة ورؤية الإمارات نحو تعزيز تلك الأنماط المستحدثة من طاقة المستقبل تفتح نافذة كبيرة للشركات الوطنية نحو الاستفادة من تلك الفرص والسعي نحو المشاريع المبتكرة، متوقعاً تضاعف حجم السوق.
وتابع بأن المجموعة عبر ذراعها «مرجان» للإنماء الصناعي طورت «ايمرتس جلوبال» الخاصة بتصنيع المحركات الكهربائية والتي تختص بإنتاج المحركات لوسائل النقل مثل الباصات وذلك ضمن رؤية وخطط مستقبلية للمجموعة للتطور نحو تلك الصناعات وتعزيز أنماط الاستفادة من الطاقة المتجددة.
ومن ناحيته، قال مدير الحسابات المؤسسية في شركة «أفيفا» العالمية للتكنولوجيا جورج خوري، إن الشركة حالياً تعكف على توسيع سوق حلولها للذكاء الاصطناعي وبرامج البيانات الكبرى في مشاريع النفط والغاز في السوق الإماراتي مواكبة للمبادرات التي كشفت عنها الدولة نحو خفض البصمة الكربونية المصاحبة لأنشطة استخراج واستخدام النفط.
واكد أن السوق الإماراتي يصنف أكبر الأسواق على قائمة عملاء الشركة إقليمياً متوقعاً نمو السوق بشكل واضح مع زخم الطلب من جانب الشركات المحلية بالإمارات نحو امتلاك الحلول التقنية.
بدوره أشار مدير إدارة العملاء الاستراتيجيين في شركة «إميرسون» لحلول التقنية نضال سرور، إلى أن استراتيجية الإمارات نحو الاستدامة تفرز فرصاً لشركات التكنولوجيا لتوفير حلول تخفيض الانبعاثات وأجهزة رصد مستويات الكربون إلى جانب حلول التحول الرقمي التي ترفع البصمة الخضراء للمشاريع، فيما تأتي في توقيت مثالي لتعزيز عقود الشركات ولا سيما في فترة ما بعد الجائحة.