الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

الأرقام المميزة.. تجارة الرفاهية الرابحة

الأرقام المميزة.. تجارة الرفاهية الرابحة

«الأرقام المميزة».. تجارة رابحة

«أرقام السيارات المميزة» في دولة الإمارات تتعدى كونها هواية، لتصبح تجارة رابحة يمتهنها عدد من الشباب، ويرون فيها استثماراً مربحاً وفي نفس الوقت ليس بها جهد كبير، فقط اقتناص الفرصة المناسبة لشراء اللوحة وعرضها للبيع من جديد.

ليس شرطاً أن ترتفع قيمة اللوحة مع مرور الوقت، ولكن الأكيد أنها لا تفقد قيمتها

هشام الهاشمي، شاب إماراتي طوّر من هوايته، في اقتناء الأرقام المميزة، لتصبح تجارة منذ شهر أغسطس 2020: يقول للرؤية: «أشتري أرقام سيارات مميزة من التجار أو من مزادات هيئة الطرق والمواصلات، وأعود لبيعها في الوقت المناسب»، وعن الطلبات التي يستقبلها لشراء اللوحات، فهي غالباً تأتيه من الشباب، وغالباً ما تراوح أعمارهم بين 25 و38 عاماً.

ويفضل الهاشمي تسمية «لوحات السيارات المميزة» بـ«إكسسوارات الشباب» لتتشابه مع عشق النساء اقتناء المجوهرات، والحقائب والأحذية باهظة الثمن، فالشباب يرون في الأرقام، ما هو مميز، وما يلفت النظر إليهم حسب رأيه.

أما ما يخص مدى الربح في تجارة الأرقام، فيؤكد هشام، أنه ليس شرطاً أن ترتفع قيمة اللوحة مع مرور الوقت، ولكن الأكيد أنها لا تفقد قيمتها، فإذا لم يرتفع السعر فلن يتراجع، وهذا ما يجعل المجال آمناً نوعاً ما، كما أنه لا يُعرِّض المُتاجِر به للمخاطر المالية الكبيرة.

العروض كثيرة والطلبات غريبة

وما يخص الأرقام الأكثر طلباً، يقول الهاشمي: تتغير بحسب المواسم والمناسبات، فهناك من يبحث عن رقم ميلاده، وآخر عن تاريخ مميز في حياته، ومن يؤمن بالحظ والفلك وأرقامه، فالعروض كثيرة والطلبات تكون غريبة أحياناً.. ولكن المهم أننا نتحكم في سعر تلك الأرقام، حسب الطلب عليها مهما كان غريباً أو غير مألوف.

وعما إذا كانت تجارة الأرقام موضة عالمية، فيرى الهاشمي أن الأمر محلي جداً، والسبب الرئيسي في نجاحه هو قلّة الكثافة السكانية، فالرقم المميز لن ينجح في العواصم العالمية الكبرى، التي تعرف ازدحاماً كبيراً وعدد سيارات هائلاً، وفي حال شِرائك لوحة مميزة هناك فلن يلحظها أحد.. ولكن في الإمارات نشأت هذه التجارة وانتشرت بين المواطنين الإماراتيين بالتحديد، لأن أفراد المجتمع مقربون من بعضهم البعض، ويعرفون أن رقم السيارة الفلانية للشخص الفلاني، فتم اعتماد الموضوع كنوع من التميز بين الأفراد.

المقارنة مع العقار والصكوك!

ومن وجهة نظر الهاشمي، الاستثمار في الأرقام مربح أكثر من أي شيء آخر، وأكّد أنه يفضله على الاستثمار في العقار كمثال، لأن إجراءاته سهلة، ولا تتطلّب دفع مبالغ كبيرة للمطورين، وهذه الأخيرة لا تستغرق وقتاً طويلاً عكس بيع وشراء العقار. أما ما يخص الصكوك والسندات، فيرى أن الاستثمار بها غير مربح، ويحتاج إلى المتابعة والوقت الطويل لأخذ فوائد، و«اللوحات المميزة» لا تتطلب كل ذلك.

ليس شرطاً أن ترتفع قيمة اللوحة.. ولكنها لا تتراجع أبداً

عالم «أرقام السيارات المميزة»، يتطوّر باستمرار ويستعين بكل جديد، وقد وجد في مواقع التواصل الاجتماعي سوقاً كبيراً مفتوحاً به زبائن كُثر، ويكفي أن تقوم بجولة بسيطة في تطبيق الصور إنستغرام، لترى كمية كبيرة من الحسابات تعرض صور لوحات مميزة منها المعروضة للبيع ومنها التي كتب عليها «لقد تم بيعها».

وتحدّث التاجر هزاع سعيد المنصوري، صاحب حساب uae.plates عن تجربته في هذا المجال، وقال إن إنستغرام وسيلة مهمة للتواصل مع المهتمين بالأرقام، وتسهل عملية البيع والشراء بشكل كبير، أما من ناحية العرض والطلب، فالأكثر طلباً لوحات دبي حسب تصريحه، والأعلى سعراً لوحات أبوظبي. كما أكد أن لوحات إمارة الفجيرة تشهد إقبالاً كبيراً في الفترة الأخيرة بعد تغيير شكلها، وقد يشتريها أشخاص من إمارات أخرى مثل العين وأبوظبي ورأس الخيمة.

«إنستغرام» وسيلة تسويق رابحة

أما صاحب حساب numbers.971، فأكّد أن المواقع الإلكترونية بصفة عامة تساعد على التسويق، وكذلك إنستغرام، ولكن مشاهير مواقع التواصل ليس خياراً مفضلاً لأصحاب صفحات اللوحات، لأنهم لا يحققون لهم هدفاً تسويقياً مهماً، أما فيما يخص ارتفاع الطلب على أرقام معينة، فهي تختلف حسب الفئات والإمارات، وقيمة الرقم تتأثر كثيراً بارتفاع الطلب على السيارات، وسوق الأرقام مرتبط بشكل مباشر بمبيعات السيارات من عدمها. وعلى سبيل المثال عندما تقوم وكالات السيارات بتقديم عروض للمشترين في المناسبات مثل شهر رمضان والأعياد، يكثر الطلب على اللوحات كذلك.