الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

الإمارات تتصدر العالم في «مرونة التعامل مع كورونا»

الإمارات تتصدر العالم في «مرونة التعامل مع كورونا»

من جديد بينما تسبَّبَ متحور «أوميكرون» في أكبر موجة عدوى عالمية في تاريخ الجائحة، تُبدي العديد من البلدان تصميمها على التعايش مع الفيروس وإعادة فتح اقتصاداتها.

ويصل تفشي المرض للذروة، وينحسر بسرعة أكبر، مع خفة حدّة تأثير «أوميكرون» وانتشار اللقاحات التي تُبقي نسبة الوفيات منخفضة، ما سمح لدولٍ مثل المملكة المتحدة وتايلاند وأيرلندا وفنلندا بإزالة القيود في غضون أسابيع، لترتفع درجاتها في مؤشر بلومبيرغ للمرونة في التعامل مع كوفيد.

وعززت معدلات التطعيم المرتفعة الأوضاع الاقتصادية في بعض الدول على الرغم من المتحور الجديد، فبدلاً من تغيير استراتيجياتها، استقرت الدول على مواقف طويلة الأمد في التعامل مع الفيروس.

الإمارات الأولى

وتتجلى تجربة دولة الإمارات كمثال صريح وواضح على نجاعة التعامل مع الجائحة، لتحتل المرتبة الأولى عالمياً لشهر يناير، بعد أن احتلت المرتبة الأولى أيضاً في نوفمبر الفائت.

ويرجع نجاح الإمارت إلى النهج الذي اتبعته منذ شهور، انطلاقاً من التطعيم شبه الكامل، وصولاً إلى الانفتاح المستمر على السفر، فضلاً عن نسبة تفشي «أوميكرون» الضئيلة مقارنة بالأماكن الأخرى من العالم.

وباستبعاد العودة إلى حالة الإغلاق الكامل، فإنَّ الاقتصاد الإماراتي مهيّأ لنمو قوي هذا العام بفضل انتعاش أسعار النفط.

وأما المرتبة الثانية، فكانت من نصيب المملكة العربية السعودية، في حين احتلت فنلندا المرتبة الثالثة.

كورونا والإنفلونزا

ويبدو أنَّ اعتدال تأثير المتحور الجديد دفع العالم نحو الجدل حول التعامل مع كوفيد-19 مثل الإنفلونزا، ومثال على ذلك إسبانيا واليابان، حيث تتزايد الدعوات للنظر إلى العدوى على أنها شيء مألوف ويمكن التحكم فيه.

«زيرو كوفيد»

وتدفع موجة كوفيد الجديدة بعض الاقتصادات الناشئة نحو أساليب جديدة في التفكير، لكن الصين لا تزال تتقيد باستراتيجيات (Covid-Zero) القاسية، حيث دعت الناس إلى الحد من الحركة قبل عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، ومع ذلك، ارتفعت 10 مراتب في يناير، حيث ظلَّ الاضطراب الاجتماعي والاقتصادي محدوداً بالنسبة لعدد سكانها الهائل، مقارنةً بالدول الأخرى الأكثر تضرراً.

أما هونغ كونغ فهبطت 9 مراتب في يناير، حيث تسببت حالات «أوميكرون» بفرض الحكومة شروط إغلاق جزئي، وملء معسكرات الحجر الصحي بالمسافرين وتعليق الرحلات الجوية،

أمريكا الـ23

وعلى صعيد الولايات المتحدة، تراجعت 11 مرتبة إلى المركز الـ23 في يناير مع تضخم حالات الإصابة بأوميكرون وارتفاع معدل الوفيات أكثر من أوروبا بسبب انخفاض معدل التطعيم، فيما تراجعت الفلبين مرة أخرى إلى المرتبة الأخيرة، حيث لا تزال الصعوبات في إدارة اللقاحات في المناطق النائية تشكل نقطة ضعف بالتزامن مع موجة أوميكرون أسوأ من دول جنوب شرق آسيا الأخرى، مثل ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند.

دول آسيا تصعد

وارتفعت نيجيريا 23 مرتبةً إلى النصف العلوي من التصنيف لأول مرة مع تلاشي ذروة أوميكرون، ما تسبب في انخفاض معدل الإصابات والوفيات، وأما ماليزيا فاستفادت من توقعات النمو الاقتصادي وارتفعت 20 مرتبة بفضل التغطية العالية للقاحات والتحركات لفتح السفر.

وأما تايلاند فصعدت 18 مرتبة إلى النصف الأول من التصنيف للمرة الأولى منذ أبريل 2021، إذ يتوقع الاقتصاديون نمواً اقتصادياً أسرع هذا العام مع استعداد الدولة المعتمدة على السياحة للترحيب بالزوار دون الحجر الصحي.

وعادت تايوان إلى المراكز العشرة الأولى لأول مرة منذ أبريل 2021، بفضل تحسين التنقل وانخفاض معدل الوفيات.

مؤشر السفر

واصلت بعض الاقتصادات الأوروبية واقتصاد الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة، تسجيل درجات عالية في مؤشر مسارات السفر الملقَّحة لأنها لا تزال تسمح بالدخول دون الحجر الصحي للزوار الملقحين، وابتعدت سنغافورة وأستراليا ونيوزيلندا عن استراتيجيات (CovidZero)، في الوقت الذي تعمل فيه على تخفيف القيود على الحدود على مراحل، أي أن العالم سيشهد اتساعاً في فجوة إعادة الفتح بين الأماكن المغلقة وبقية العالم.

وتظهر الأرقام التي قدمتها شركة (OAG)، المتخصصة في بيانات الطيران الاقتصاداتِ الكبرى، أن الرحلات الداخلية عوضت عن غياب السفر العالمي، في حين كانت الاقتصادات الصغيرة التي تعتمد على السفر، مثل هونغ كونغ وسنغافورة، هي الأسوأ لعدم امتلاكها أسواق طيران محلية.

اقتصادات التلقيح

وتتمتع الاقتصادات التي تحركت مبكراً لتأمين اللقاحات بميزة تلقيح الغالبية بلقاح «موديرنا» الذي يقلل من فرص الإصابة ونقل المرض.

ومع إثبات أنَّ معظم اللقاحات أقل فاعلية إلى حد ما ضد متحور «دلتا» وظهور أدلة على أنَّ المناعة تتضاءل بعد 6 أشهر من التلقيح، تعمل هذه البلدان على توسيع نطاق حملات التطعيم وتطرح جرعات معززة للبالغين.

لا يعدُّ الأداء السابق في معالجة الوباء ضماناً للنجاح أو الفشل في المستقبل، حيث تعرّضت البلدان للإحباط مراراً وتكراراً بسبب تقلبات الجائحة، لكن وجد بعضها طرقاً لتغيير المواقف المدمرة، سواء من خلال العلم أو التماسك الاجتماعي أو ببساطة التعلم من الماضي.

التعامل مع الوباء

تكافأت الإمارات العربية المتحدة وفنلندا وكندا والدنمارك وكوريا الجنوبية والنرويج وسويسرا في أفضل تعامل مع الوباء، سواء في احتواء انتشار الفيروس أو نشر التطعيم أو مقاومة المتحورات أو إعادة فتح اقتصاداتها.

وتعدُّ شبكات الأمان القوية للرعاية الصحية والتماسك المجتمعي قواسم مشتركة بين الدول السبع، وهي الصفات التي ميزتها في كل مرحلة من مراحل الوباء. فيما ساعد الإيمان بالحكومة والاستعداد لاتباع القواعد

على احتواء الفيروس، في حين أنَّ الثروة النسبية لهذه البلدان تعني أنَّ لديها القدرة الشرائية لاقتناص الإمدادات الأولى من اللقاحات.