تدرس مجموعة أغذية، المدرجة في سوق أبوظبي، حالياً مجموعة من الفرص الاستراتيجية للاستحواذ في قطاع الأغذية والمشروبات ضمن مناطق مختلفة حول العالم، موضحة أنها تبحث دائماً عن شركات تتيح لها الفرصة، لتعزيز هوامش الأرباح والتكاليف، إضافة إلى تعزيز كفاءة أداء الأعمال.
وقال الرئيس التنفيذي للشؤون المؤسسية في مجموعة «أغذية»، مبارك المنصوري، في حوار مع «الرؤية»، إنه يتم مواصلة البحث دائماً عن المزيد من الفرص، إذ يعتمد قرارنا بالتوجّه إلى أسواق مُحددة على عوامل عدّة، لكن في المقام الأول نركز على قرب هذه الأسواق وخصائص المناطق التي نخطط للتوسع فيها، مثل تزايد عدد السكان مع القدرة القوية على شراء المنتجات في محفظتنا.
استراتيجية 2025
وأشار المنصوري إلى أنه في أبريل 2021، تم الكشف عن استراتيجيتنا طويلة المدى لنصبح إحدى أكبر الشركات المتخصصة في مجال الأطعمة والمشروبات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان بحلول عام 2025، حيث إن استراتيجيتنا مبنية على 3 ركائز استراتيجية، هي: النمو، والكفاءة، وجدارة الإمكانات، وهي مصممة لتعزيز ريادتنا في السوق وتقديم قيمة كبيرة لجميع أصحاب المصلحة والاستمرار في دفع نمو الربحية من خلال نهج يركز على المستهلك، لذا فإننا نركز على فئات المنتجات التي نسعى من خلالها إلى اكتساب قيمة مضافة وتقديم منتجات تتمحور حول تلبية احتياجات المستهلكين.
يشار إلى أن مجموعة «أغذية»، حققت خلال العام الماضي صافي ربح بلغ 216 مليون درهم، وتجاوزت إيراداتها 3 مليارات درهم، بزيادة 49% عن العام السابق، وجاء نمو الإيرادات مدفوعاً بمعدلات النمو القوية التي حققتها المجموعة في قطاعَي اللحوم المبردة والمجمدة والوجبات الخفيفة، نتيجة سلسلة من عمليات الاستحواذ الاستراتيجية.
وذكر المنصوري أنه تم دعم صافي الدخل المرتفع، مقارنة بالعام 2020 من خلال دمج تلك الكيانات التي تم الاستحواذ عليها حديثاً، إضافة إلى مبادرات تحسين الكلفة من خلال آليات تحسين التكامل والإنتاجية.
استحواذات متنوعة
وقال المنصوري: نعمل من أجل الانتقال أكثر فأكثر إلى مجال المنتجات الاستهلاكية، وتنويع محفظة أعمالنا خارج الإمارات أيضاً، من خلال عمليات الاستحواذ والتوسع المستمرة في الأسواق الأخرى، مشيراً إلى أن استراتيجيتنا في مجموعة أغذية ترتكز على النمو، وإضافة المزيد من المنتجات الاستهلاكية، وبدأنا بهذه الخطوة في عام 2020 ونجحنا في حصد النتائج في 2021، وما زلنا مستمرين عبر نهج يتخذ من المستهلك محوراً أساسياً له.
وبين أن «أغذية» بدأت في التوسع مع شركة الفوعة للتمور، ومقرها الإمارات، ولديها صادرات على مستوى العالم وخصوصاً إلى آسيا، كما أنها تمتلك أيضاً مخبز الفيصل الذي استحوذت عليه في الكويت، مضيفاً: استحوذنا على شركة نبيل للأغذية في الأردن، التي تصدر لدول مجلس التعاون الخليجي ودول أخرى، إضافة الى قوتها في السوق الأردني، ثم استحوذنا على أطياب، وهي شركة للأغذية البروتينية والعلامة التجارية رقم واحد في الدجاج المعالج في مصر، وأعلنت المجموعة إتمام صفقة الاستحواذ الاستراتيجي على حصة 100% في شركة BMB في ديسمبر 2021.
مستقبل الاستثمار
وحول مستقبل الاستثمار في مجال الأغذية مع الارتفاعات العالمية في أسعار المواد الخام بسبب تداعيات فيروس كوفيد-19، قال المنصوري، إن المجموعة أظهرت مستويات عالية من المرونة والقدرة على التكيف؛ ويعود ذلك إلى كفاءة وتفاني موظفينا وأفكارنا المبتكرة والتزامنا بنهج عملٍ متكامل داخل المجموعة، مضيفاً: نحن نتعامل مع أسعار السلع الرئيسية المرتفعة، ونحاول معالجتها من خلال آلية التسعير، كما نعمل على إضافة بعض المبادرات الإنتاجية التي من شأنها أن تسهم في توفير التكاليف، ونجحنا في اتباع هذه المنهجية ابتداء الربع الثالث من عام 2020.
وأكد: سنواصل التعامل مع ارتفاع الأسعار بحذر، حرصاً على مصلحة المستهلك.
وتوقع استمرار ارتفاع الأسعار على الأرجح خلال عام 2022، مشيراً إلى أن «الشركة تواجه ذلك بتنويع محفظتها، لتشمل المزيد من المنتجات التي ننتجها للمستهلك مع تقليل التكاليف».
تقنيات حديثة
وبخصوص التقنيات الحديثة التي تعتمد عليها المجموعة في تطوير إنتاجها سواء في مراحل التصنيع أو العمليات الإدارية، أفاد المنصوري بأن المجموعة لم تتوانَ عن الاستثمار في القدرات أو التكنولوجيا الجديدة، إذ إن النهج الذي نتبعه للمستقبل القريب هو التأكد من أننا نعزز الأصول التي لدينا اليوم، موضحاً: نؤمن بشدة أن قوة العلم والبحث والتطوير يمكن أن تغير صناعة الأغذية والمشروبات ليس فقط في الإمارات، بل وفي المنطقة وحول العالم.
وذكر أن الابتكار يعد منهجاً لنا في (أغذية)، نعتمد بشكل كبير على ثقافتنا في التفكير والابتكار في تطوير الأعمال والمنتجات الجديدة، والتحسينات التي تقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتكاليفها، لهذا الغرض، أنشأنا قسماً مخصصاً للبحث والتطوير، ونشجع كل موظف على مشاركة الأفكار والابتكار، لافتاً إلى أنه لدعم جهود البحث والتطوير الخاصة بنا وقعنا مذكرات تفاهم مع جامعة الإمارات (UAE-U) والجامعة الأمريكية في بيروت (AUB) ومؤسسات بحثية دولية.
وتابع المنصوري أن 9% من المواد التي نستخدمها في الشركة قابلة لإعادة التدوير، كما أن 40-50% أُعيد تدويرهاً فعلاً.
العبوة النباتية
وأضاف الرئيس التنفيذي للشؤون المؤسسية في مجموعة «أغذية»، مبارك المنصوري: «اتخذنا خطوات كبيرة في مجال الابتكار عبر تقديم عبوة العين النباتية في معرض غلفود 2022، وعلى غرار العديد من الابتكارات المهمة الأخرى، تشكل هذه الخطوة استثماراً طويل الأجل سيؤتي ثماره بعد التوسع في استخدام العبوات النباتية على نطاق واسع بين المستهلكين، مشيراً إلى أنه تم طرح أحدث المنتجات من BMB، وهي الجبن النباتي المنتشر من Freakin Healthy، وهو أول جبن نباتي خالص يتم إنتاجه في الإمارات، إذ إن المنتج نباتي 100% ولا يحتوي على مواد مضافة أو ألوان أو مستحلبات، ويعتمد على الكاجو، ويختلف عن معظم المنتجات التي تحتوي على جوز الهند.