الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

5 محفزات تقود أسواق المال الإماراتية لتحقيق مستويات تاريخية

5 محفزات تقود أسواق المال الإماراتية لتحقيق مستويات تاريخية

بعد تمكن أسواق المال الإماراتية من التربع على عرش أسواق المنطقة وكذلك العالم في العام الماضي، استكملت الأسهم المحلية تلك المسيرة في العام الجديد مع تسجيل مستويات قياسية جديدة بفضل العديد من المحفزات التي تعكس الاهتمام الحكومي بتطوير الأسواق لتوائم أسواق العالم.

وأشار محللون إلى أن أسواق الأسهم المحلية تتمتع بالعديد من المحفزات التي تتمثل في اهتمام قوي من الحكومة بتطوير الأسواق وإعادة هيكلتها والتفاؤل بالاكتتابات الأولية المرتقبة خلال الفترة المقبلة لشركات حكومية قوية بالإضافة إلى تمكن الشركات والبنوك المحلية من تحقيق نتائج قوية أكثر من المتوقع خلال العام الماضي وكذلك أساسيات الأسواق القوية فضلاً عن ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات لم تشهدها منذ عدة سنوات على خلفية التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا بالإضافة إلى توقعات زيادة أسعار الفائدة خلال العام الجاري.

وتشير التوقعات إلى تحقيق أسواق المال المحلية مزيداً من الارتفاعات خلال الفترة المقبلة خاصة في قطاعات العقار والبنوك وكذلك الطاقة، والتي تعزز أداء سوق أبوظبي لزيارة مزيد من المستويات القياسية على وقع توقعات مزيد من تصاعد أسعار النفط العالمية.

وخلال جلسة اليوم تمكنت أسواق الأسهم الإماراتية خاصة سوق أبوظبي من إحراز مستوى قياسي جديد ليكسر حاجز 9200 نقطة للمرة الأولى في تاريخه فضلاً عن ارتفاع سوق دبي المالي لأعلى مستوى في 4 سنوات وسط زخم من السيولة المليارية التي تعكس شهية المستثمرين العالمية على الأسهم المحلية.

اهتمام حكومي

من جانبه، قال طارق قاقيش، خبير إدارة الأصول والمدير التنفيذي لشركة «سولت للاستشارات المالية»، إن هناك عدة محفزات تدعم أسواق المال المحلية لتحقيق ارتفاعات قوية خلال الجلسات الماضية منها اهتمام الحكومة بتجديد كل التشريعات والإصلاحات القانونية بهدف الارتقاء بمكانة الدولة، والمحافظة على مكانتها المثالية كمركز للأعمال.

وأشار إلى أنه من بين التعديلات التي أجرتها الحكومة ودعمت أسواق المال المحلية تغيير أيام العطل إلى يوم الأحد بدلاً من الجمعة في إطار المواءمة مع الممارسات الدولية، بالإضافة إلى إصدار نظام قانوني مناسب لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.

ولفت قاقيش إلى أن ارتفاع أسعار النفط العالمية يعطي أيضاً مرونة للحكومة للتوسع في زيادة الإنفاق وينعكس على أداء أسواق المال المحلية.

ترقب طروحات قوية

بينما يعتبر عضو المجلس الاستشاري الوطني لمعهد الاستثمارات والأوراق المالية البريطاني بالإمارات، وضاح الطه، أن عمليات الاكتتاب الأولية المرتقبة خلال الشهرين المقبلين في أسواق المال المحلية لشركات حكومية قوية وناجحة يضفي مزيداً من الجاذبية على أسواق المال الإماراتية في الفترة المقبلة.

وأضاف أن تلك الطروحات الأولية تبعث التفاؤل والإقبال على الأسواق المحلية وهو ما انعكس على أدائها في الفترة الماضية ومن المتوقع أن يستمر بالفترة المقبلة، مؤكداً عدم تأثر سيولة السوق أو تراجع التداولات أثناء الاكتتابات في الشركات الجديدة بدعم من توافر سيولة كبيرة في القطاع المصرفي.

وأشار إلى أن نتائج الربع الأول من العام الجاري ستعكس حجم رفع أسعار الفائدة وتأثيرها على القطاع المصرفي ومدى تأثير القرار على حجم الإقراض خاصة إذا تم رفع الفائدة بأكثر من 25 نقطة، مشيراً إلى أنه يتفاءل أكثر بأداء الشركات المحلية في الربع الثاني من العام.

أساسيات قوية ونتائج جيدة

من جهته، قال نائب رئيس إدارة البحوث والاستراتيجيات الاستثمارية في كامكو إنفست، رائد دياب إن الإدراجات المتوقعة في أسواق المال المحلية دعمت أسواق المال المحلية لتحقيق سلسلة ارتفاعات قوية خلال الجلسات الماضية مع تجاهل المستثمرين للتوترات الجيوسياسية الحاصلة بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا والتي أثرت سلباً على الأسواق العالمية وذلك بفضل أساسيات السوق القوية والاكتتابات المرتقبة.

ونوه دياب إلى أن النتائج المالية القوية التي حققت الشركات والبنوك المدرجة خلال 2021 انعكست أيضاً على أداء الأسواق في الفترة الماضية فضلاً عن إعلان أبوظبي الأول اعتزامه الاستحواذ على هيرمس المصرية.

وقال محمد القمزي، المحلل المالي إن أسواق المال المحلية إن ارتفاع أسعار النفط إلى مستوى 95 دولاراً للبرميل في ظل النتائج الإيجابية التي جاءت أكثر من المتوقع مثلما حدث أمس في شركتي إعمار والعربية للطيران واتصالات انعكس لتصعد بالمؤشرات لمستويات جديدة.

ولفت القمزي إلى أن سوق أبوظبي اكتسب دعمه بالجلسات الماضية من أداء سهمي أبوظبي الأول والعالمية القابضة.

العقار والبنوك

وقال محمد شاهين، الرئيس التنفيذي لشركة Seven Capitals إن من بين المحفزات أيضاً أن البنوك في دولة الإمارات العربية المتحدة استفادت مؤخراً من الارتفاع المتوقع في أسعار الفائدة الأمريكية ابتداء من مارس 2022.

وأشار إلى أنه تم تسعير أول إصدار من الصكوك في دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2022 بمعدل ربح بلغ 2.74 % سنوياً، و95 نقطة أساس على مدى خمس سنوات من الخزانة الأمريكية، ما عزز مكانة أسواق دبي المالية بين أماكن إدراج الصكوك الرائدة على مستوى العالم بقيمة إجمالية بلغت 79.19 مليار دولار.

وقال مدير المخاطر المالية ورئيس قسم الاستشارات والاستثمارات في سنشري فاينانشال، ديفيش مامتاني إن التوقعات التصاعدية لأسعار النفط بسبب التوترات الجيوسياسية من شأنها أن تعزز مؤشر فوتسي أبوظبي في الفترة المقبلة وتحقيق مزيد من الارتفاعات.

وأضاف أن أسهم العقار والاستثمار عززت أداء سوق دبي المالي، مشيراً إلى أن القطاع العقاري لا يزال يتمتع بميزة ارتفاع الإيرادات من الإيجار في ظل ارتفاع معدلات التضخم.

وتابع: مع تخفيف التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا قد يؤدي ذلك إلى انتعاش الأسواق ومن المرجح أن يكون لأسواق المال بالشرق الأوسط أداء إيجابي خلال الفترة المقبلة بسبب المشاعر العالمية المستقرة نسبياً.