السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

«قفزة الوقود».. ارتفاعات مرتقبة في أسعار الغذاء والنقل والبناء

تترقب أسواق السلع والخدمات 6 انعكاسات مباشرة مترتبة على قفزة أسعار الوقود المحلي بنحو 25% مقارنة بأسعاره في يناير الماضي، وتتضمن وفق مختصين ارتفاعاً تدريجياً مباشراً في أسعار السلع الغذائية، خصوصاً السلع الطازجة، وزيادة كلفة التنقل إلى جانب قفزة جديدة في كلفتي كل من أنشطة الشحن وكلفة البناء والإنشاءات المحلية.

وأضافوا أن ارتفاع أسعار بعض السلع مع زيادة كلفة النقل سيصبان بدورهما في ارتفاع إنفاق الأسر بعد فترة من الثبات والانخفاض على مدى العامين الماضيين، فيما تنعكس أسعار الوقود بشكل غير مباشر على زيادة أسعار السيارات صغيرة الحجم الاقتصادية في كلفة التشغيل مع ارتفاع الطلب المتوقع عليها، ولا سيما المستعملة منها.



زيادة الوقود

ويشهد سوق النفط العالمي زيادات سعرية متلاحقة تحت ضغط الأزمات الدولية، وبمقدمتها الأزمة الروسية الأوكرانية، التي أشعلت أسعار النفط لتتجاوز حاجز 100 دولار للبرميل، ما انعكس بارتفاع قدره 25% تقريباً على أسعار الوقود المحلي، أو بنحو 50 فلساً للتر الواحد في كل من الغازولين المستهلك في قطاع الأفراد والديزل الوقود الأساسي لأنشطة نقل السلع والشحن والبناء.

وارتفع معدل إنفاق الأسر بالإمارات بنحو 10% خلال فبراير على مؤشر expatistan على المعدل المسجل نهاية 2021، مع ارتفاعات تدريجية في أسعار كل من كلفة النقل وبعض السلع الطازجة، في الوقت الذي طبقت زيادات بنحو 12% بقيمة تخطت 30 فلساً في أسعار الوقود خلال الشهر المنقضي بمفرده.



ارتفاع إنفاق الأسر

ويتوقع المدير التنفيذي لمؤسسة الاستشارات أوبيريشينال كواليتي أحمد الدرمكي، مواصلة زيادة معدل إنفاق الأفراد والأسر بالدولة نتيجة تزايد الكلف الحيايتة المتأثرة بتغير أسعار الوقود، مشيراً إلى تباين التاثيرات الناتجة عن ذلك، ففي حين ستعزز الأسعار من العوائد التي يحققها القطاع كأحد أهم روافد الاقتصاد الوطني والمحرك للسيولة إلى القطاعات المختلفة، سترتفع في المقابل كلفة التنقل، مع الانتشار الواضح للمركبات الخاصة ومدى الفروقات التي شهدها الوقود المحلي، سواء الغازولين أو الديزل، إلى جانب ارتفاع أسعار بعض السلع الغذائية، فيما ربط بين مواصلة الارتفاعات وبين مواصلة ضغوط أسعار الوقود ونجاح أسواق السلع في اعتماد البدائل التي قد تخفض الكلفة.



السلع الطازجة

بدوره، أشار المختص في قطاع التجزئة مدير مكتب البحر للاستشارات الاقتصادية إبراهيم البحر، إلى أن أكثر السلع تأثراً بسعر النفط هي السلع الطازجة، التي يدخل الوقود بمعدل يراوح بين 10 و15% في كلفة عملياتها التشغيلية، فيما قد تتأثر بعض السلع المستوردة نتيجة ارتفاع كلفة الشحن، خصوصاً في ظل تداعيات الأوضاع السياسية وآثارها في سلاسل التوريد من الأسواق الأساسية حالياً.



تكاليف الشحن

من جهته، أكد المدير العام لشركة «schenker» لوجيستكس عامر خليفة، حساسية أسعار الشحن بشكل خاص للتغيرات في أسعار الوقود، إذ تختص بأكثر من 20% من كلفة العمليات، وهو ما يؤثر بشكل واضح في الارتفاعات المتوالية التي شهدتها كلفة الشحن، التي تضاعفت بين 3 و4 مرات خلال عام 2021، في الوقت الذي يتوقع بقاؤها عند مستوياتها المرتفعة، مقابل القفزة الحالية في أسعار النفط.



السيارات الصغيرة

من جانبه، قال مدير شركة لتجارة السيارات بالامارات فراس سهيل، هناك ضغط واضح في الطلب على السيارات الصغيرة ولا سيما المستعملة، بما رفع أسعار بعضها لدى عدد من المعارض بين 10 و20%، مضيفاً أن التغيرات الحادة في أسعار الوقود محلياً والتي ارتفعت به لمستويات فاقت كثيراً الفترة ما قبل تحرير الأسعار قد خلقت هواجس للكثير من شرائح المتعاملين تجاه السيارات كبيرة الحجم والسيارات الجديدة بشكل عام.



كلفة البناء

أما المتخصص في قطاع الإنشاءات المهندس محمد الملاح، فقال إن تغيرات سعر الديزل والارتفاع القياسي في أسعاره من شانها إرساء زيادات جديدة في كلفة البناء بالسوق المحلي، الذي يشهد حالياً ضغوطاً إضافية، مقابل التغيرات المتلاحقة في أسعار مواد البناء، التي دفعت السعر لزيادات تخطت 10% خلال الشهرين الماضيين، ونتوقع زيادات مماثلة مقابل استمرارية القفزة في أسعار الطاقة.



اختيار البدائل

وكان مدير إدارة المنافسة وحماية المستهلك في الوزارة مروان السبوسي قال لـ«الرؤية»، أخيراً، إن الأسواق العالمية شهدت أخيراً ارتفاعاً في أسعار المواد الأولية ومدخلات الإنتاج، مشيراً إلى أن انتشار جائحة «كوفيد-19» كان له تداعيات واضحة مرتبطة بأسعار المواد الأساسية.

وأضاف أن بعض أسعار السلع الأساسية ارتفعت بنسب محدودة في الأسواق المحلية منذ بداية الجائحة كورونا، مشيراً إلى أن الوزارة تحرص على تعزيز وعي المستهلك بالتشجيع على اتباع سياسة اختيار البدائل، والمقارنة بين أسعار السلع والتغيير الإيجابي للسلوك الاستهلاكي.