الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

رواتب الموظفين في الإمارات بالعملات الرقمية قريباً

قال مديرون ومسؤولون في شركات عاملة في مجال العملات الرقمية وتكنولوجيا البلوك تشين، إن دفع رواتب موظفي الشركات العاملة في الإمارات بالعملات الرقمية كلياً أو جزئياً مسألة وقت، وخلال السنوات الخمس القادمة، سيصبح دفع الرواتب بالعملات الرقمية شائعاً.

وحدد المديرون 6 عوامل تسرع تبني نظام الدفع بالعملات الرقمية في الإمارات تتمثل في: توجه الإمارات المتسارع نحو تكنولوجيا العملات الرقمية، وتبني العملات الرقمية عالمياً، وسن قوانين وتشريعات لحماية حقوق الشركات والأفراد، والدفع بالعملات المستقرة « Stablecoin»، ومزيد من الاستثمارات في تقنية البلوكتشين وتخفيض الرسوم، والمزيد من التجارب الناجحة للعديد من الدول مثل الأرجنتين والكثير من الشركات الأمريكية.

حرية مالية


وقال المدير التنفيذي لشركة impactxp جاد فرح- في تصريحات لـ«الرؤية»- «نحن اليوم ندفع رواتب أكثر من 200 موظف لدينا حول العالم بالعملة الرقمية الخاصة بنا، وهي «إمباكت إكس بي» ويرجع السبب في ذلك إلى رغبة موظفينا وشغفهم بالعملات الرقمية، ونوفر لهم أيضاً خيار الدفع بعملات أخرى مثل الإثيريوم أو التيثر».


وتوقع أن تبدأ كثير من الشركات خلال الخمس سنوات القادمة بدفع رواتب موظفيها أو جزء منها عبر العملات الرقمية، بالمقابل قد يتأخر هذا الأمر في بلدان أخرى، ولكن بالنظر إلى المبادرات التي أخذتها الإمارات خلال الفترة الماضية، حيث سمحت للشركات التي تعمل في مجال العملات الرقمية التسجيل في الدولة والحصول على ترخيص قانوني، ما يعكس نظرة الإمارات إلى المستقبل البعيد، والذي تتصدر فيه العملات الرقمية الساحة.

وأفاد جاد بأن تبني العملات الرقمية يجب أن يكون على المستوى العالمي أولاً، ما يعني مزيداً من المستخدمين على مستوى الأفراد والشركات كتسلا والحكومات مثل: السلفادور والأرجنتين، إضافة إلى تخفيف سيطرة البنوك على العملاء بحيث يكون بإمكان العميل تحويل أمواله من أي مكان إلى أي مكان خلال 3 ثوانٍ دون رسوم، أو طرف ثالث رقيب على حريتك المالية.

جيل الألفية

وتابع: إن من أبرز الأشياء التي ستسرع تبني دفع الرواتب بالعملات الرقمية من الشركات، هو جيل الألفية الجديد، أي الشباب تحت سن الـ18 عاماً، والذين يرغبون في تغير مستقبل العالم، ولديهم شغف كبير بهذه التكنولوجيا الجديدة، ولديهم قابلية أكبر للحصول على رواتبهم بالعملات الرقمية كمدفوعات.

وأضاف «ما نحتاجه أيضاً هو سَن مزيد من التشريعات والقوانين الحكومية لتسريع الأمر وتقبله من قبل الشركات، مؤكداً أنه يجب الاعتماد على العملات الرقمية المستقرة «Stablecoin» مثل التيثر USDT والتي تساوي قيمتها دولاراً واحداً دائماً، وذلك لتجنب التذبذب في سعر العملة، وهو أمر مشابه لما تقوم به بعض الشركات اليوم بأن تدفع لموظفيها أسهماً في الشركة التي يعملون بها، ولكنه غير عملي عند تطبيقه على نطاق واسع».

وذكر جاد «عندما ندفع للموظف اليوم بعملة مستقرة، فسيكون له الخيار والحرية بأن يحولها إلى عملة أخرى كاستثمار أو يسيله إلى عملة تقليدية».

تشريعات حكومية

من جانبه، قال المدير العام لشركة YBETA للمدفوعات بالعملات الرقمية، عمر كرنيبه، إن التشريعات التي أعلنت عنها حكومة دبي أخيراً تعطي قوة كبيرة للعملات الرقمية والتكنولوجيا المرتبطة بها، ونتوقع أن يكون هناك عملة رقمية إماراتية وهي درهم رقمي AADD وهذه خطوة متوقع أن تطبق قريباً.

وقال كرنيبه: «بالنظر إلى شغف الشباب ذوي الأعمار الصغيرة، خصوصاً بالعملات الرقيمة، فنتوقع أن يكون لديهم تقبل كبير لتلقي رواتبهم بهذه العملات، ولكن يحتاج الأمر إلى مزيد من التشريعات والقوانين الناظمة من الحكومة لحفظ حقوق الأفراد والشركات، وتطوير تكنولوجيا البلوكتشين، والاعتماد على العملات المستقرة كخيار مثالي للدفع، والذي سيمنح الحرية الكاملة للأفراد في أموالهم وتوجيه استثماراتهم».

انتشار هائل

وقال مدير التسويق في شركة DDT GROUP خالد كبارة، إن العملات الرقمية آخذة بالانتشار بشكل هائل وسريع.

وتوقع كبارة أن تدخل العملات الرقمية كافة أوجه حياتنا، ولا سيما الرواتب خلال السنوات القليلة القادمة، ويكفي فقط أن يزود الموظف شركته بعنوان محفظته الرقمية ويتلقى راتبه، ولكن يحتاج الأمر لمزيد من التشريعات الناظمة.

استثمار في البلوك تشين..

ومن ناحيته، قال مدير تطوير البلوكتشين في شركة FAST TOKEN، كارين تيرجانيان، إن الإمارات الأكثر مبادرة على المستوى العالمي في تبني العملات الرقمية وتكنولوجيا البلوك تشين، ولا سيما مع التشريعات التي أُقرت أخيراً، والإقبال الكبير للشركات والأفراد على معرض CRYPTO EXPODUBAI.

وأضاف أن دفع الرواتب بالعملات الرقمية يجب أن يعتمد بشكل أولي على العملات المستقرة، وهذا ليس بالأمر الصعب والمعقد، ولكن ما نحتاجه أيضاً للمضي قدماً في هذا الأمر هو تطوير تكنولوجيا البلوكتشين، إذ لا تزال هذه التكنولوجيا بحاجة إلى المزيد من الاستثمار، لتكون أسرع في العمليات، فضلاً عن الرسوم العالية التي تفرضها بلوكتشين إثرييوم والتي تُعد المنصة الرئيسية للكثير من العملات ومنصات التداول.

ونوّه تيرجانيان، أن انخفاض الرسوم ومزيداً من الاستثمار في التكنولوجيا وانتشار العملات الرقمية عالمياً، وقبولها كمصدر للقيمة والتبادل، سيؤدي إلى الكثير من التغيرات الهيكلية في آليات المدفوعات التقليدية بعيداً عن البنوك، ما يجعل عملية دفع الرواتب بالعملات الرقمية أمراً سهلاً، وهو مطبق حالياً في الكثير من الشركات في أوروبا وأمريكا الشمالية واللاتينية.