الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

المزروعي: انخفاض المعروض العالمي يفرض حتمية زيادة أسعار النفط

المزروعي: انخفاض المعروض العالمي يفرض حتمية زيادة أسعار النفط

المزروعي متحدثاً خلال فعاليات منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي

توقع وزير الطاقة والبنية التحتية في الإمارات سهيل المزروعي، مواصلة أسعار النفط العالمية ارتفاعها في ظل الطلب المتنامي وانخفاض مخزونات النفط العالمية الناتج عن الوتيرة السريعة غير المتوقعة لعمليات السحب لاستيعاب قفزة الطلب.

وأفاد المزروعي -خلال مشاركته في فعاليات منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي 2022- بأن انعكاسات الأوضاع السياسية الدولية تواصل الدفع بأسعار الخامات العالمية لمستويات قياسية في الوقت الذي يضغط مستوى الطلب المتزايد على المعروض العالمي، مما يزيد من احتمالات انخفاض المخزون المناسب خلال فترة الصيف المقبل.

وأضاف أن قطاع الطاقة يواجه حالياً سيناريو تحول لا بد منه في ظل التغيرات المتلاحقة والسريعة التي نشهدها حالياً نحو الطاقة المتجددة وتطور صناعة النفط والغاز ومتطلبات مواجهة تغيرات المناخ والتكنولوجيا الرقمية والتغيرات الناشئة التي خلفتها الجائحة وعوامل التضخم والعملات الرقمية.

ويفرض تحول الطاقة مع تزايد الدوافع نحو الحياد الكربوني والتركيز العالمي على تغير المناخ عدداً من التحديات، منها مواصلة توفير احتياجات الطلب على الطاقة مع الحفاظ على خطط إنتاج الطاقة ميسورة الكُلفة، في الوقت ذاته تلبية ضرورات التحول نحو مستقبل منخفض الكربون.

وأشار المزروعي إلى نجاح الإمارات في تبني خطط مواكبة للضرورات الثلاث من خلال قفزة ملحوظة ومتسارعة نحو الطاقة النظيفة وعبر مزيج فريد من الطاقة المنخفضة الكربون متضمنة الطاقة الشمسية والنووية مع الاعتماد على سياسات الابتكار وتبني خطط اقتصاد الكربون الدائري الهادفة للاستفادة المثلى من خطط الإنتاج وضمانة تقليل مستويات الكربون وإعادة تدويره واستخدامه في القطاعات المختلفة.

وألقى الضوء على بعض المبادرات الاستراتيجية على هذا الصعيد في الإمارات، ومنها خطط أدنوك لخفض كثافة الكربون بنسبة 25% بحلول عام 2030 في الوقت الذي سيتم توفير 100% من طاقة شبكة أدنوك من المصادر النووية والشمسية تعزز مكانة أدنوك كشركة واحدة، إلى جانب زيادة الطاقة الإنتاجية لمنشأة التقاط الكربون بنحو 500% بما يضمن تعزيز إنتاج الهيدروجين الأزرق وتحقيقها الريادة العالمية.

في الوقت ذاته عززت مكانة الدولة كواحدة من أقل الوجهات في كثافة انبعاثات غاز الميثان من انضمامها إلى التعهد العالمي للميثان، فيما سيسهم نجاح قطاع الطاقة المحلي في خفض الانبعاثات الناتجة عن احتراق الغاز بنسبة تزيد على 90% بالوصول لنسبة تقليص انبعاثات الميثان بنحو 30% قبل حلول 2030.

بينما تطرق المزروعي للإشارة إلى التشغيل الناجح للمحطة الثانية في مشروع براكة لتوليد الطاقة النووية السلمية الذي يعد أحد الممكنات الرئيسية لتحقيق الاستراتيجية الوطنية للطاقة 2050، حيث تسهم المحطات التي تم تشغيلها في إنتاج 2800 ميغاواط من الطاقة مع تقليص البصمة الكربونية بما يوازي نحو 11 مليون طن من الانبعاثات، ويدلل النموذج الإماراتي الناجح على تطلعات الدولة وسياساتها المستقبلية لمعالجة تحديات المناخ.

فيما أكد وزير الطاقة الإماراتي أهمية المواءمة بين كلٍ من قطاعي «النفط والغاز» وصناعات «الطاقة المتجددة» لتحقيق الهدف للوصول إلى مزيج الطاقة المثالي خلال السنوات المقبلة.

من جانب آخر، أكد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي خلال تصريحات على هامش القمة أن روسيا عضو مهم في منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» وحلفائها، ومن المرجح أن تظل في المجموعة، مما يعزز قوة أوبك واستمراريتها.

وأشار حول المطالبات الدولية بزيادة حصص الإنتاج إلى أن أوبك لن تضيف إلى المعروض السوقي سوى في حدود التعديل المتفق عليه خاصة مع وجود إنتاج فعلي مسبق يغطي احتياجات السوق، مؤكداً ضرورة بقاء "أوبك" منفصلة عن القضايا السياسية.

اجتماع أوبك +

قال سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية إن دولة الإمارات جزء من "أوبك+" وترى حكمة في الالتزام بقرارات المنظمة بما يضمن توازن السوق إذ يشكل أمن إمدادات الطاقة أولوية.

وأضاف في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات "وام" على هامش فعاليات مندى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي أن "أوبك+" ستعقد اجتماعها بنهاية شهر مارس الجاري ونتطلع إلى النتائج التي تحقق التوازن بين العرض والطلب بعيدا عن الأمور السياسية.

وأشار وزير الطاقة والبنية التحتية إلى أن "أوبك+" منظمة غير سياسية تنظر إلى العرض والطلب حيث لا نستطيع معاملة الدول المنتجة للنفط داخل المنظمة معاملة سياسية والذي من شأنه أن يؤثر على استقرار السوق.

وقال المزروعي: من الضروري عدم حجب النفط من أي دولة كون العالم في حاجة ماسة إلى هذه الكميات النفطية". ودعا دول العالم إلى التحلي بالحكمة في التعامل مع ملف الطاقة بما لا يؤثر على ارتفاع الأسعار عالميا إلى مستويات قياسية جديدة.

5 ملايين في 2030

أشار وزير الطاقة والبنية التحتية إلى أن دولة الإمارات وضعت خطة لرفع إنتاجها من النفط إلى 5 ملايين برميل يومياً بحلول العام 2030 قائلاً: "كنا نرى أن العالم سوف يحتاج إلى هذه الكميات ودليل على الرؤية السديدة لهذا القرار فإننا مستمرون في رفع الكفاءة والقدرة الإنتاجية لتعزيز الجاهزية."