الأربعاء - 15 مايو 2024
الأربعاء - 15 مايو 2024

المزروعي: لا يعقل أن يطلب منا فجأة زيادة الإنتاج لأسباب جيوسياسية

المزروعي: لا يعقل أن يطلب منا فجأة زيادة الإنتاج لأسباب جيوسياسية

وزير الطاقة والبنية التحتية سهيل المزروعي. أ ب

قال وزير الطاقة والبنية التحتية سهيل المزروعي «لا يعقل أنه لأسباب جيوسياسية أن يطلب منا فجأة أن نزيد الإنتاج»، مؤكداً أن الاستغناء عن النفط الروسي كلام غير واقعي وإنما كلام عاطفي ونحن نراه من الناحية الفنية سوف يرفع الأسعار أكثر".

وأفاد المزروعي في تصريحات صحفية على هامش قمة إنفستوبيا للاستثمار «لن تقوم أي دولة بالعمل لوحدها، فنحن جزء من تحالف أوبك بلس، وهذا التحالف هو الذي سيتعامل مع توازن العرض والطلب، فالعمل منفردين لن يؤدي إلى نتائج مرجوة، بل بالعكس يمكن أن يرفع الأسعار أكثر».

وتابع المزروعي «لذلك نحن مؤمنون بأهمية العمل المشترك وفق تحالف أوبك بلس ولدينا اجتماع في نهاية مارس الجاري، وسوف نبحث وضع السوق ونقدم ما نستطيع أن نقدمه، ولكن نحن جزء من المنتجين ولسنا كل المنتجين في العالم، ولا يعقل أنه لأسباب جيوسياسية أن يطلب منا فجأة أن نزيد الإنتاج».

وأضاف «كنا نقول منذ سنوات استثمروا وزيدوا الاستثمارات في النفط والغاز، ويقولون في أوروبا وأمريكا إنه لا يوجد حاجة للاستثمار، وبالتالي كان هناك عزوف عن الاستثمار في هذه القطاعات، واليوم من الصعوبة بمكان أن تأتي فجأة بسبب جيوسياسي وتقول زيدوا الإنتاج، وهذا أمر مستبعد أن يحدث وصعب أن يحدث لأن هذه هي طبيعة عقود النفط إذ تحتاج دائماً إلى استثمارات وضخ استثمارات جديدة».

وأكد «عملية زيادة الإنتاج سوف تأخذ وقتاً، ونتمنى نحن أن تحصل هناك تهدئة ونعتقد أنه من الصعوبة إن لم يكن من الاستحالة تعويض 10% من الإنتاج العالمي الذي تنتجه جمهورية روسيا في «يوم وليلة»، إذ لن يستطيع أحد أن يعوض مكان وحجم إنتاج كحجم إنتاج روسيا».

وأوضح وزير الطاقة «الاستغناء عن النفط الروسي كلام غير واقعي وإنما كلام عاطفي، ونحن نراه من الناحية الفنية سوف يرفع الأسعار أكثر، فإذا كنا منطقيين ونراعي اقتصاديات الدول يجب علينا أن ننأى بالسياسة عن النفط، فربط السياسة بالنفط لن يؤدي إلى شيء لصالح المستهلكين، فنحن تهمنا الدول المستهلكة ويهمنا المستهلكون لذلك لا نسعى إلى رفع الإنتاج، كل من يقول بهذه المقولة يسعى لرفع الأسعار ونحن لا نسعى لرفع الأسعار».

وبالنسبة لقرار روسيا أنها لن تقبل بيع النفط والغاز إلا بالروبل، قال المزروعي «إنه شأن خاص بروسيا ولا علاقة لنا به».

وقال المزروعي «أنا قلق، فإن لم يكن هناك صلح أو تنتهي هذه الأزمة، فما سيترتب عليها أمر غير معلوم، ولا سيما بعض الأفكار التي تقول اليوم باستبعاد 10% من النفط، ونؤكد لن يستطيع أحد فنياً أن يعوض هذا النقص، ناهيك أن روسيا عضو أساسي ورئيسي داخل منظمة أوبك بلس، وهذا العضو جزء من هذا التحالف، ولا نستطيع نحن أن نفضل نفطاً على نفط».

وقال الوزير «توجد لدينا دولتان عليهما عقوبات هما فنزويلا وإيران، ولم نقم بأي شيء تجاههما، بالعكس سنوات وسنوات ونحن نتعامل معهم بشكل طبيعي، ونعاملهم دون أي تفرقة، فموضوع النفط لا يجب أن يسيس».

وتابع «وتحالف أوبك بلس يجب ألا يسيس ولن يسيس لأن تسييسه سوف يترتب عليه أمور أصعبة على المستهلكين، ونحن لا نسعى لزيادة المعاناة على المستهلكين بأكثر ما هي موجودة، فنحن ندعو إلى التهدئة، وندعو إلى العمل بعقلانية وندعو إلى النظر بعقل، فاليوم كل المواد ارتفعت أسعارها، كالقمح، وسوف يزيد الفقر، وتزيد المعاناة، فكيف ستكون النتيجة، واليوم لا يوجد حظر على البتول الروسي، وانظروا إلى الأسعار، فما بالكم إذا حصل ما يروج له البعض ستكون الكارثة أكبر».

وقال المزروعي «سوق النفط يعتمد على العرض والطلب، فإذا حدثت مشكلة اقتصادية ونتج عنه كساد، فالطلب سيقل، وسيؤثر ذلك علينا، وبالمقابل إذا ارتفعت الأسعار سوف تتضرر الدول اقتصادياً، فالموضوع ليس موضوع نفط فقط، فكل شيء ارتفع كالقمح والنحاس والزنك والألمنيوم والحديد والذهب وكل مدخلات الصناعة ارتفعت، والنتيجة ما تراه اليوم من تضخم، وبالمقابل أيضاً لدي أمل بالجهود الدولية لتهدئة الأمور».