الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

200 % ارتفاع أسعار المعادن الخاصة بصناعة المعدات بالإمارات

أكد متخصصون ومسؤولون في شركات ومعامل متخصصة في الصناعات المعدنية والآلات، أن أسعار المعادن الخاصة بصناعة المعدات، وعلى رأسها النيكل والستانلس ستيل، ارتفعت بنسبة تصل إلى 200% بسبب ارتفاع أسعار المواد الأولية، والطاقة، فضلاً عن ارتفاع تكاليف الشحن، مشيرين إلى أن الطلب يشهد تراجعاً حالياً مع عزوف المستهلكين بسبب ارتفاع الأسعار، على الرغم من خفض المصنعين هوامش الربح، ما يضغط على الاستثمارات الصناعية القائمة.

وأشاروا إلى أن التقلبات في أسعار المواد الأولية للمعادن مستمرة، وتأخذ منحنى صعودياً، بالتزامن مع استمرار الأزمة الجيوسياسية «الروسية الأوكرانية»، (إذ تبلغ حصة روسيا 17% من إنتاج أجود أنواع النيكل على مستوى العالم)، فضلاً عن ظهور مؤشرات وبائية لفيروس كورونا في أسواق توريد رئيسية عالمية، مقابل ارتفاع الطلب العالمي الصناعي على المواد الأولية.

أسعار النيكل


وشهدت أسعار معدن النيكل في 8 مارس الماضي، ارتفاعاً غير مسبوق، إذ تخطت 103 آلاف دولار للطن، قبل أن تتراجع وتغلق على أكثر من 82 ألف دولار، بارتفاع فاق الـ50% في يوم واحد، علماً أن المستوى القياسي السابق لم يتجاوز 54 ألف دولار، بحسب المؤشرات على شاشة التداول لموقع investing، التي أظهرت أن سعر النيكل استمر في التراجع حتى وصل إلى مستوى يدور حول 33 ألف دولار للطن الأسبوع الماضي، لكنه على الرغم من ذلك يبقى أعلى من مستواه في نوفمبر 2021، الذي راوح بين 19.7 ألفاً و21.5 ألف دولار للطن، بأكثر من 53%.


ويدخل معدن النيكل الذي يعد السلعة الأساسية لإنتاج معادن التصنيع المتخصصة بحسب جمعية الجيولوجيين الأمريكيين، في تصنيع أكثر من 300 ألف منتج حول العالم، منها العملات المعدنية إلى أدوات الطهي ومحركات الطائرات، والبطاريات والرقائق الإلكترونية وأجهزة الاتصالات المتنقلة والالكترونيات، والصناعة العسكرية والدفاع والتكنولوجيا المتقدمة وكل الصناعات التي تتطلب معدناً مقاوماً للتآكل وعوامل التعرية وتحمل درجات حرارة تصل إلى 1000 درجة.

وأشارت وكالة «بلومبرغ» إلى أن أحد أهم أسباب الارتفاع «الجنوني» في سعر النيكل هو قيام الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية بزيادة الطلب عليه إلى مستويات قياسية، إذ إن مبيعات شركات السيارات الكهربائية قفزت بنسبة 62% خلال النصف الثاني من عام 2021، لتصل إلى 5.84 مليون سيارة، ما يدفعها لزيادة الطلب على المعدن الذي يجعل إنتاج سياراتها ممكناً.

الاستثمارات الصناعية

واعتبر مدير المبيعات الدولية في مجموعة تيك برو لصناعة المعدات الصناعية الرقمية في دبي، التي تعمل بالذكاء الاصطناعي المهندس أحمد عموري، أن ارتفاع أسعار المعادن عالمياً، خصوصاً التي تعتبر من السلع الأولية لانتاج المعادن المتخصصة، تسببت في ارتفاع تكاليف إنتاج الشركة للمعدات الصناعية المتخصصة بنسبة 25%، لينعكس ذلك على خفض هامش الربح في محاولة للحفاظ على مبيعات الشركة.

وأشار في حديثه لـ«الرؤية»، إلى أن مبيعات الشركة من المعدات الصناعية المتخصصة داخل الإمارات تراجعت 15% العام الماضي، الأمر الذي يؤشر إلى أن الاستثمار الصناعي يشهد تراجعاً نسبياً بسبب ارتفاع تكاليف تأسيس الصناعات.

ولفت إلى أن مبيعات الشركة تتجاوز مليون دولار سنوياً، إلا أن الارتفاع المستمر في أسعار المعادن، والسلع التي تدخل في صناعة المعدات الصناعية الرقمية، مثل الشرائح الإلكترونية، سينعكس بشكل مباشر على أسعار المنتجات الصناعية، متوقعاً مزيداً في الارتفاع خلال الأشهر المقبلة.

استمرار الارتفاع

وقال مالك ومدير عام مصانع القمة لصناعة معدات المطابخ والمطاعم في الشارقة علاء محمد، إن سعر لوح «الستانلس ستيل» الخاص بصناعة المعدات الصناعية، ارتفع من 150 درهماً قبل نحو عام إلى نحو 460 درهماً اليوم، فضلاً عن ارتفاع تكاليف الشحن بنسبة تتجاوز 500% في بعض دول التصنيع الأساسية في العالم.

وأشار إلى أن بعض أصناف ألواح الستانلس ستيل غير متوافرة في السوق، الأمر الذي زاد أسعار المتوافرة محلياً، لذا فإن ارتفاع سعر المعادن الأولية عالمياً وبصورة غير متوقعة خلال الشهر الماضي، يؤشر إلى احتمالية ارتفاع أسعار الستانلس ستيل بما يتجاوز 200% مقارنة مع الفترة السابقة لتداعيات الأزمات العالمية الصحية والجيوسياسية.

الأزمات العالمية

بدوره، توقع مدير مصنع «الريادة» للتصنيع المتخصص في صناعة المعدات المعدنية في عجمان خالد محمد، أن تشهد أسعار المواد الأولية الرئيسية بالتصنيع في الشركة، وخاصة الستانلس ستيل، مزيداً من الارتفاع في ظل التمدد الزمني للأزمات العالمية، وارتفاع أسعار المعادن الأولية والأساسية للإنتاج عالمياً مثل النيكل.

وقال إن تكاليف إنشاء معظم المشاريع التجارية التي تعتمد على المعدات المعدنية ارتفعت بنسبة 200% نتيجة مجموعة من العوامل في مقدمتها، قلة المعدات المستوردة في السوق وزيادة الطلب المحلي، وارتفاع الأسعار في الدول الموردة، وزيادة تكاليف الشحن، وارتفاع أسعار المواد الأولية، إضافة إلى ارتفاع الطاقة.

ولفت إلى أن ارتفاع حجم الطلب مقابل محدودية المعدات المتوافرة، شكل عائقاً أمام أصحاب المشاريع الجديدة، الأمر الذي قاد إلى ارتفاع الأسعار بشكل جنوني على بعض المعدات المتخصصة، لينعكس ذلك أيضاً على ارتفاع أسعار المعدات في السوق المستعمل.

ارتفاع متزامن

من جهته، قال مدير مصنع الطالب للألمنيوم أحمد عبدالعزيز، إن تقلبات أسعار المعادن أدت إلى تراجع الطلب بنسبة تصل إلى 30% بشكل تدريجي منذ بداية العام الجاري، مشيراً إلى أن معظم المتعاملين لا يتوقعون كلفة الأعمال، ويحاولون الحصول على أسعار منافسة في السوق، وهو ما أصبح شبه مستحيل في الوقت الراهن، علماً بأن معظم الشركات خفضت هامش الربح للحفاظ على استمرارية الأعمال، في ظل ارتفاع الأسعار غير المسبوق.

وأشار إلى أن ارتفاع كلفة المواد الأولية ضغط على هامش الربح للشركات الصناعية، لتتكبد فارق الأسعار بين قيمة العقد وسعر المواد عن التنفيذ، مؤكداً أن الأسعار ترتفع بالتزامن مع ارتفاع حدة الأزمات العالمية صحية أو جيوسياسية.