السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

أسواق المال الإماراتية محصنة من تراجعات الأسهم الأوروبية بفضل حزم التحفيز

أسواق المال الإماراتية محصنة من تراجعات الأسهم الأوروبية بفضل حزم التحفيز

شهدت أسواق المال الأوروبية تراجعات حادة خلال الجلسات الماضية على خلفية مخاوف الزيادة القياسية لإصابات «كورونا» في عدد من الدول الأوروبية واتجاه بعض الدول مثل ألمانيا والنمسا في الأسبوع الماضي لإعادة تطبيق تدابير صارمة.

وذكرت وكالة «بلومبيرغ» نقلاً عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن موجة زيادة إصابات كورونا في الوقت الراهن هي أسوأ من أي شيء شهدته البلاد حتى الآن، داعية إلى تطبيق قيود صارمة للمساعدة في احتواء الأزمة، وبالتزامن مع تلك التصريحات تراجعت عملة اليورو لأدنى مستوى في 16 شهراً.

وأكد خبراء أسواق المال لـ«الرؤية» أن أسواق المال المحلية وكذلك الخليجية قد تكون محصنة من التراجعات التي تشهدها أسواق المال العالمية خاصة الأوروبية بفضل أسسها القوية ونمو نتائج أعمال الشركات المحلية خلال فترة التسعة أشهر فضلاً عن ارتفاع وتيرة التطعيم ضد فيروس كورونا وحزم التحفيز التي تم إطلاقها مؤخراً لدعم أسواق المال المحلية، خاصة سوق دبي المالي.

تأثير محدود

ويرى المدير التنفيذي لشركة الأنصاري للخدمات المالية، إياد البريقي، أن أسواق المال الإماراتية، قد تتأثر بتراجعات أسواق المال العالمية وانخفاض أسعار النفط، ولكن تلك التأثيرات قد تكون محدودة، نظراً لقوة الشركات المحلية التي تنتمي إلى اقتصاد وطني متكامل وصلب.

وأشار إلى أن أسواق المال المحلية خاصة خلال الأشهر الماضية قد تنصلت من الارتباط بالأسواق العالمية نظرا لما تشهده الأسواق من محفزات وأخبار إيجابية تتمثل في إنشاء صناديق صانع السوق وتخصيص محاكم خاصة وإدراجات جديدة وارتفاع بأحجام السيولة ونمو نتائج الشركات بنسب جيدة تفوق التوقعات.

وتابع أن مقومات وعوامل الدعم لأسهم الشركات المحلية لا تزال أقوى من احتمالات الانخفاض، الأمر الذي يقلص احتمالية تأثير تراجع الأسواق العالمية على الأسواق الإماراتية، مشيراً إلى أن هناك العديد من الأسهم في الأسواق المحلية ترتفع بالحدود القصوى وسط ارتفاع كبير في أحجام السيولة.

وكانت حكومة دبي أطلقت منذ بداية نوفمبر حزمة تحفيز تضمنت إعلان إدراج 10 شركات حكومية وشبه حكومية في سوق دبي المالي في خطوة من شأنها دعم القطاع المالي في الإمارة بشكل غير مسبوق، وتحفيز وتيرة النمو فيه لتحقيق المزيد من الإنجازات والنجاحات التي ترسخ مكانة دبي الرائدة كواحدة من أهم أسواق المال والأعمال في العالم.

حذر مؤقت

من جهته، قال نائب رئيس إدارة البحوث والاستراتيجيات الاستثمارية في كامكو إنفست، رائد دياب إن الأسواق المحلية قد تتأثر بتراجع أسواق المال العالمية ولكن بشكل طفيف ومؤقت نتيجة مخاوف انتشار فيروس كورونا وعودة الإغلاقات مجددا.

وأكد دياب أن التأثير لا يتخطى الحذر المؤقت ومن ثم تعاود الأسواق الصعود مجدداً.

وأشار إلى أن تأثر الأسواق المحلية والخليجية في الوقت الحالي يختلف عن تأثرها بالأسواق العالمية في المرحلة الأولى من انتشار فيروس كورونا وذلك بدعم وتيرة التطعيم العالية والوصول إلى المناعة المجتمعية ما يقلل من التأثير إلا إذا حدث إغلاق تام للدول وانتشار المرض بشكل كبير وعدم القدرة على السيطرة عليه وهو أمر مستبعد.

من جهته، أكد عضو المجلس الاستشاري في معهد «تشارترد» للأوراق المالية والاستثمار، وضاح الطه أن تأثير الأسواق المحلية بتراجعات البورصات الأوروبية يقتصر على التأثير النفسي فقط لعدم وجود إدراجات مشتركة بين البورصات العربية والأوروبية مثلما الأمر في البورصات العالمية، لافتاً إلى أن الأمر يحدده ما يسمى بمعامل الارتباط ولذلك يكون التأثير بذلك التراجع محدوداً.