الثلاثاء - 21 مايو 2024
الثلاثاء - 21 مايو 2024

الأسعار العالمية للمعادن النفيسة تنتظر مزيداً من الارتفاع القياسي.. وهذه الأسباب

الأسعار العالمية للمعادن النفيسة تنتظر مزيداً من الارتفاع القياسي.. وهذه الأسباب

قال تقرير حديث صادر من شركة «سبائك مصر» إن هناك 3 عوامل تعزز صعود الأسعار العالمية للمعادن النفيسة؛ الذهب والبلاديوم والفضة، تحديداً الأسبوع المقبل، وفي مقدمتها ارتفاع وتيرة معدلات التضخم التي وصلت لأعلى مستوياتها في أربعين عاماً، وزيادة وتيرة المخاوف بالأسواق من المخاطرة مع زيادة تصاعد الصراع الروسي الأوكراني، إضافة للقلق من توجهات الفيدرالي بشأن رفع أسعار الفائدة أو تغيره وفقاً للمتغيرات الجيوسياسية المتسارعة.

وارتفع سعر العقود الآجلة لمعدن الذهب عالمياً تسليم شهر أبريل خلال تعاملات الجمعة الماضية بنسبة 0.6% أو 1.44 دولار، ليصل إلى 1963.85 دولار للأوقية، كما سجل مكاسب أسبوعية بأكثر من 4% وذلك على خلفية تصاعد بالأوضاع الجيوسياسية.

وبالنسبة للبلاديوم الذي ارتفع خلال تعاملات الجمعة بنسبة تتجاوز 7%، بالغاً 2922.27 دولار للأونصة، والمستخدم في صناعة السيارات، والذي تتنح منه روسيا 40% عالمياً، فقد سجل ارتفاعات أسبوعية بأكثر من 21% محققاً بذلك أفضل مستوياته منذ نهاية مارس 2020، كما أنه سجل رابع ارتفاع أسبوعي.

وأما بالنسبة للفضة فقد ارتفعت بنسبة 2.04% بالغة 25.72 دولار للأونصة، وسجلت خامس زيادة أسبوعية على التوالي.

وبدوره، قال رئيس قسم أبحاث السوق لدى «سبائك مصر»، طاهر مرسي، إن هناك ثلاثة عوامل تعزز صعود تلك المعادن الثلاثة حالياً، وفي مقدمتها ارتفاع حالة عدم اليقين بشأن السياسة النقدية للفيدرالي، حيث إنه بالرغم من الحديث المتفائل لرئيس نظام الاحتياطي الفيدرالي في شهادته أمام الكونغرس الأمريكي، والذي حاول فيه دحض كل الآثار السلبية التي سببتها السياسة النقدية المفرطة في التساهل.

وأوضح إلى أن على رأس تلك السياسية النقدية التضخم المفرط الحالي، والذي وصل لأعلى مستوياته خلال 40 عاماً، إلا أن الأسواق أصيبت بتقلبات قوية، مما يعكس حالة من عدم اليقين بشأن السياسة النقدية، وانخفضت توقعات رفع الفائدة خلال الاجتماع القادم للفيدرالي.

وقد أشار مسح خاص بصحيفة وول ستريت جورنال إلى تراجع التوقعات بشأن رفع الفيدرالي للفائدة بمقدار نصف نقطة في اجتماع مارس إلى مستويات سلبية، ما يشير لارتفاع التوقعات باستمرار السياسة التيسيرية لفترة أطول، وربما التراجع عن رفع الفائدة، وهو ما يعزز حالة القلق الحالية بالأسواق، والتي يبررها عدم وضوح الرؤية، التي تعززها أحاديث صناع السياسة وبالتالي ينعكس ذلك على أداء تلك المعادن الثلاثة النفيسة، وفقاً لطاهر مرسي.

ويلفت إلى أنه يبرر ارتفاع مؤشر العملة الخاص بالدولار، بالتزامن مع ارتفاع أسعار الذهب هذا الاضطراب والقلق الذي يؤدي لتحركات غير متناسقة مع البيانات، والمعطيات الاقتصادية، والذي ربما يحسم مع الاجتماع القادم للفيدرالي.

وأشار إلى أن السبب الرئيسي الثاني هو شبح الركود التضخمي الذي يخيم على الأسواق، قاد ارتفاع أسعار الطاقة هذا الأسبوع حيث إنه وصل إلى مستويات مخيفة، وفي المقابل ارتفعت أسعار النفط إلى مستويات تاريخية، بوصول خام برنت إلى مستوى 110 دولارات للبرميل، وقفزت أسعار الغاز في أوروبا إلى الضعف تقريباً خلال الأسبوع.

ووصل سعر الجالون إلى 5 دولارات لأول مرة على الإطلاق بالولايات المتحدة الأمريكية. وهو ما يدعم استمرار البيئة التضخمية، حيث تؤثر أسعار الطاقة على التكلفة، وهو ما ينشر التضخم في كل مناحي الاقتصاد.

وأوضح التقرير أن السبب الثالث هو الحرب الروسية بأوكرانيا حيث عززت تلك الحرب من اتجاه الاقتصادات الكبيرة إلى مزيد من التراجع عقب التراجعات الكبيرة التي سببها الوباء خلال العامين الماضيين، رغم النمو المتواضع الذي سجلته بعض الاقتصادات خلال 2021. حيث أثرت الحرب بشكل مباشر على أسعار الطاقة، وسلاسل التوريد، خاصة خطوط الإمداد، والتي دفعت تلك البيئة غير المستقرة بأسعار الطاقة والسلع عموماً إلى الارتفاع.

وتوقع التقرير أن تستمر المعادن الثلاثة النفيسة، وفي مقدمتها الذهب، في إضافة المكاسب باستمرار البيئة التضخمية، والتوترات الجيوسياسية، مشيراً إلى أن المهم متابعة مخرجات اجتماع الفيدرالي الأمريكي القادم، والذي سيحدد شكل السياسة النقدية الفترة القادمة، والتي سيكون لها الأثر الأكبر على أسواق المال العالمية، وأسعار الذهب بشكل خاص.