السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

إبراهيم العبيدلي: بدأت تأسيس شركة في رقمنة الأعمال قبل أن أتجاوز 12 عاماً

توجيهه من جانب والده، قبل نحو 35 عاماً، عزز معرفته بالكمبيوتر والأجهزة الحاسوبية عندما كان عمره 12 عاماً، كان رائد الأعمال الإماراتي ومؤسس شركة أرضية الإبداع للحلول المعلوماتية إبراهيم العبيدلي، يفكر خارج الصندوق في تطوير أعمال تجارية مرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة والأنظمة الرقمية والافتراضية.



وقال في حواره مع «الرؤية»، إن والده حرص على أن يضعه على طريق المستقبل منذ عام 1985، إذ إنه عندما طلب من والده في حينها أن يذهب به لممارسة رياضة الكاراتيه، والتي كان يرى فيها إبراهيم تطويراً لقدراته الشخصية، نصحه أن يغير توجهه نحو علم البرمجيات، ليقوم بشراء جهاز كمبيوتر سعره أضعاف راتب والده الشهري.

وأشار إلى أن والده كان يرى المستقبل بصورة تختلف جداً عما كنا نراه في صغرنا، إذ إنه وضع في مخيلته صورة المستقبل، والتي كانت عبارة عن تكنولوجيا وبيانات ومعلومات حاسوبية وروبوت وأجهزة كمبيوتر تنظم حياة الناس، وهذا الأمر الذي جعله يتعلق بالكمبيوتر ويعزز معرفته في علم الحاسوب تدريجياً.

وأضاف أن البداية التأسيسية كانت مهمة جداً لحياته العلمية والعملية بصورة لم يكن يتوقعها في الماضي، إذ حصل على شهادتين جامعيتين، الأولى في المساحة والخرائط، والثانية في نظم معلومات الحاسب الآلي، اللتين أسهمتا بشكل كبير في خلق أفق لامحدود في أهمية وإمكانيات الأنظمة التكنولوجية ودورها في تطوير مستقبل البشرية، وإحداث متغيرات غير متوقعة وبصورة سريعة وذات تأثير كبير جداً، الأمر الذي وضعه دائماً في ميدان التفكير خارج الصندوق، وهو ما اعتبره شعاراً يدفع به إلى الأمام.

رؤية الإمارات ومستقبلها

وقال إن الشركة استطاعت أن تنتج عدة مشاريع مهمة واستراتيجية لأسلوب عملها، مع رؤية الإمارات ومستقبلها، حيث أنشأ سيارة كهربائية ذكية ذاتية القيادة، متعددة المهام أطلق عليها اسم هند جي 30 دعماً لرؤية الإمارات 2030، كما طور روبوتات خدمية تقدم مهام متخصصة لشرائح من العملاء المستهدفين، فضلاً عن إطلاقه مشروع اللعبة الإلكترونية التي تجسد رحلة الإمارات لاستكشاف المريخ، والتي تحتاج إلى تنسيق وتنظيم مع المسؤولين عن الرحلة الواقعية للاطلاع على تفاصيل المهمات وتطبيقها افتراضياً بالشكل الصحيح.



كما أن الشركة عملت على تصميم لعبة خاصة تجسد رحلة هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية، والذي يتم التحكم بها من خلال الأجهزة الذكية وتقنيات الواقع المعزز، وهي بدورها تعلم الأطفال مراحل مهمة الإطلاق والالتحام بالمحطة الفضائية الدولية ثم الرجوع إلى الأرض، فضلاً عن مشروع متخصص بالبناء الافتراضي، والذي يقدم للعملاء نماذج مصغرة من المباني القائمة في العالم الافتراضي، وعند اختيار النموذج المناسب، يتم إرسال الطلب للشركات المتخصصة بتوفير مواد البناء المصغرة، لتلبية كافة متطلبات التشييد، وفي حال شراء كافة المواد عن طريق الشركة، يتم وضع المنزل ضمن قرية افتراضية ثلاثية الأبعاد ويتم التعامل معها بواسطة الواقع المعزز، ومستقبلاً سيتم إضافة تقنيات الميتافيرس كامتلاك الأصول واستقبال الضيوف والمحادثات، وإضفاء تفاعلات افتراضية على المنزل، وغيرها من التطوير المتماشي مع تقنيات الميتافيرس.

مرحبا بعالم ميتافيرس



ولفت إلى أن الشركة عندما وظفت الذكاء الاصطناعي والروبوت ونظم المعلومات الجغرافية في مشاريعها، أصبحت جاهزة لاستيفاء متطلبات عالم الميتافيرس، وهذا ما يضع الشركة على قائمة الجهات المتطورة في عالم الأعمال التكنولوجية المتقدمة في دولة الإمارات.

وقال إنه تخصص في رسم الخرائط الرقمية، وهي المرحلة المهمة جداً في مسيرته العملية، والتي عززت لديه المعرفة والقدرة على تحويل الخرائط التقليدية المرسومة على الورق، إلى خرائط رقمية دقيقة. وتابع: هذا العمل تطور بشكل كبير، حتى تقرر تحويل هذه المهمة من الرسمية إلى تجارية، ليتم تأسيس شركة تابعة لإحدى الجهات الاستثمارية الرائدة في الدولة، ليكون من المؤسسين لشركة تشكيل وهندسة الخرائط الرقمية، والتي عملت على تطوير مهماتها التقنية، لتضيف له معرفة كبيرة في مجال الأنظمة المعلوماتية وأهمية رسم الخرائط الرقمية للقطاعات الاستثمارية في كافة المجالات، وخاصة بعدما عمل في مركز الأقمار الصناعية.



ولفت إلى أن عملية الانتقال من مهمة عمل بصفة رسمية إلى الصفة التجارية، مكنته من معرفة خطوات تأسيس الأعمال التجارية الخاصة، وكيفية استقطاب المتخصصين في المجالات المستهدفة، والعملاء الذين يشكلون روح العمل التجاري، ليراوده التفكير بعد عدة سنوات من الخبرة والمعرفة في تأسيس شركته المتخصصة في الحلول المعلوماتية.

ولفت إلى أن الفكرة بدأت تتبلور على أرض الواقع في بداية عام 2017 من إمارة الشارقة، والتي استغرقت عاماً كاملاً من الدراسة والبحث في أساسيات عمل الشركة ومهماتها، فضلاً عن أبرز المحاور التي تركز عليها، وهي الفترة التي شكلت نقلة نوعية في طبيعة عملي كون الأنظمة التقنية ستدخل في كافة تفاصيل الأعمال، وبالشكل الذي يتناسب مع رؤية دولة الإمارات ومنظورها نحو المستقبل وما يحتويه من تطور وحداثة تسبق عصرها.

وقال إن المحطة الثانية عندما انتقلت الشركة إلى مدينة دبي، ولجأت إلى مؤسسة الشيخ محمد بن راشد لتنمية مشاريع الشباب، والتي كان لها دور مهم في دعم المشروع، حيث إن التكاليف المالية التي كانت تُعفى الشركة منها، يتم تخصيصها للبحث والتطوير في أعمال الشركة، وهي المرحلة في 2018 و2019، والتي تزامنت مع استقطاب عملاء في القطاع الحكومي ونمو تدريجي لأعمال الشركة.

4 محاور أساسية



وأكد أن أعمال الشركة ارتكزت على 4 محاور أساسية مترابطة في أتمتة العمليات وتطبيق الأنظمة الرقمية والتكنولوجيا المتقدمة شملت، الذكاء الاصطناعي، الروبوت، والألعاب الإلكترونية، ونظم المعلومات الجغرافية، مشيراً إلى أن هذه المحاور يمكن لها أن تبني عالماً افتراضياً متقدماً، أو أن توظف الواقع في أسلوب رقمي يخلق تطورات المستقبل في كافة المجالات.

وقال إنه يطمح إلى تأسيس منصة ذكية للأعمال، تمكن رواد الأعمال من تأسيس مشاريعهم بصورة دقيقة تمكنهم من تجاوز التحديات، وتحقق لهم نمو الأرباح ووضع خطط استباقية للأعمال، بناء على معلومات يمكن تحليلها بأسلوب الذكاء الاصطناعي، للخروج بنتائج تسهم في مسيرة المشاريع الناشئة.