قالت وكالة إس آند بي جلوبال للتصنيفات الائتمانية، إن البنوك المصنفة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا تواجه تحديات بسبب تداعيات الصراع الروسي الأوكراني، وبسبب تعاملها المحدود مع النظراء من الطرفين.
وتوقعت الوكالة في تقرير حديث، أن تبقى البنوك في السعودية والإمارات وجنوب أفريقيا أقل تأثراً نسبياً من هذا الصراع.
وذكر التقرير الذي جاء بعنوان «تأثير الصراع الروسي الأوكراني على القطاع المصرفي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، أن قطاع المصارف في تركيا وتونس هما الأكثر عرضة لمعاناة الآثار السلبية غير المباشرة.
آثار غير مباشرة
وأورد التقرير، أن الآثار الرئيسية غير المباشرة للنزاع تشمل ارتفاع أسعار النفط، ما سيعزز الاقتصادات المصدرة للنفط بينما يؤثر على البلدان المستوردة.
وأشار التقرير، إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ما يؤدي إلى ضغوط تضخمية وعجز في ميزان المدفوعات، وميل لتجنب المستثمرين للمخاطرة، ما قد يزيد من ضعف الأنظمة المصرفية ذات الديون الخارجية الصافية الكبيرة.
بنوك الإمارات
وتوقع التقرير أن تبقى بنوك الإمارات بعيدة عن التداعيات الاقتصادية السلبية الناتجة عن الحرب الروسية في أوكرانيا.
وبين التقرير، أن التداعيات على بنوك الإمارات سيكون تأثيرها محدوداً، وذلك بسبب الإمكانات الهائلة المُتاحة لدى الدولة، ورغبة الحكومة وجاهزيتها القوية لتزويد القطاع المصرفي بالدعم عند الحاجة.
وأكدت الوكالة أن ارتفاع أسعار النفط سيرفع مستويات الثقة في اقتصاد الدولة، كما ستسرع الإيرادات النفطية المُرتفعة إيقاع النمو الاقتصادي بالدولة.
ورجحت أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للإمارات هذا العام بنسبة 3.8% في العام الحالي.
إقرأ أيضاً: 2.989 مليار درهم إجمالي أصول 10 بنوك في الإمارات
وتوقعت الوكالة أن يؤدي تسارع النمو الاقتصادي في الإمارات إلى زيادة إيقاع النمو في الإقراض.
وكشفت أن مستويات انكشاف البنوك الإماراتية المشمولة بتصنيفات «إس آند بي جلوبال» على البنوك الروسية أو الأوكرانية أدنى ما يُمكن.
وتابعت: «لا نرى أي تأثيرات مباشرة كبيرة للأزمة الأوكرانية على جودة الأصول المملوكة للبنوك الإماراتية».
مستويات الربحية
توقع التقرير أن ترتفع ربحية البنوك الإماراتية مدعومة بارتفاع أسعار الفائدة، مرجحاً أن يرتفع صافي الدخل بنسبة 15%، بينما سيرتفع العائد على الأصول المملوكة لدى هذه البنوك بنسبة 1.4% لكل 100 نقطة أساس زيادة في أسعار الفائدة السارية لدى بنوك الإمارات.
بنوك السعودية
رجحت الوكالة، أن يكون تأثير الصراع الروسي الأوكراني محدوداً على البنوك السعودية أيضاً، مع الانكشاف القليل جداً على السوق الروسية أو الأوكرانية.
وبينت الوكالة أن نمو النظام المصرفي في السعودية مدعوماً بالرهون العقارية وإقراض الشركات المرتبط برؤية 2030.
وتابعت: «لا نتوقع أن نرى أية أهمية للآثار المباشرة للنزاع على مؤشرات جودة الأصول، لذا من المحتمل أن تكون جودة الأصول مستقرة».
وأفادت الوكالة بأن نسبة القروض المتعثرة في السعودية بلغت 1.7% بنهاية العام 2021، بانخفاض عن 2.1% في العام السابق، مع تحسن تغطية القروض المتعثرة.
بنوك مصر
إلى ذلك، أورد تقرير الوكالة، بأن البنوك المصرية تتعرض لضغوط التضخم القوي والذي يؤثر على الطلب على الائتمان والاستقرار الاقتصادي.
أدى ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى رفع التضخم إلى 8.8% في فبراير 2022، ما دفع البنك المركزي لرفع أسعار الفائدة لأول مرة منذ سنوات بمقدار 1%.
ورأت الوكالة أن دعم صندوق النقد الدولي يمكن أن يساعد في الحد من عدم اليقين الاقتصادي.
وكشفت الوكالة بأن القطاع المصرفي في مصر يتأثر باعتماد الدولة الكبير على واردات المواد الغذائية الأساسية.
وأكدت أن الدعم الحكومي يمكن أن يكون حيوياً للتخفيف من الأضرار التي قد تلحق بالاقتصاد.
وبينت أن البنوك المصرية المصنفة لديها القليل من التعرض المباشر للسوق الروسية أو الأوكرانية.