على مدى الأيام القليلة الماضية، تحوّل أغنى شخص في العالم من كونه أحد أعلى الأصوات المؤثرة على تويتر إلى أكبر مساهم وعضو مجلس إدارة في الشركة، وجعل هذا الانتقال الموظفين والمحللين يخمنون خطط ماسك للشركة التي تبلغ قيمتها 37 مليار دولار، كما أنه سلط الضوء على مجلس إدارة تويتر الهادئ في الغالب، والذي يتعين عليه الآن التعامل مع رجل الأعمال المشهور النشط.
وأعرب مات نافارا، مستشار وسائل التواصل الاجتماعي ومحلل القطاع عن ذلك بالقول: «لقد أطلق صواريخ في الفضاء، وساعد في حل أزمة الطاقة في العالم».. «إنه على وشك اكتشاف أن الإشراف على المحتوى على منصات وسائل التواصل الاجتماعي أصعب من هذين الأمرين معاً».
سيكون ماسك إضافة غير عادية إلى مجلس إدارة تويتر.. إنه ليس خبيراً في الإعلانات التي تمثل الطريقة التي يجني بها تويتر المال، ولديه عادة الاشتباك مع المنظمين الذين هم في الواقع مصدر قلق دائم لأية منصة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي. من المقرر أن يغادر جاك دورسي، الرئيس التنفيذي السابق لتويتر، مجلس الإدارة في وقت لاحق من هذا العام عندما تنتهي ولايته.. وعلى عكس دورسي وماسك، لا يتمتع أعضاء مجلس الإدارة العشرة المتبقين بسمعة مميزة كثيراً، وبالكاد يغردون تقريباً بل من بينهم عضو لم يغرد يوماً على الإطلاق.
قفزت أسهم تويتر أكثر من 17% منذ أن كشف ماسك عن حيازاته، وهي علامة على أن المستثمرين يعتقدون أنه سيكون لديه الميل والنفوذ لمساعدة الشركة على تحقيق أهداف النمو الطموحة.. ففي العام الماضي، وتحت ضغط من المستثمر الناشط شركة إليوت للإدارة، حدد تويتر هدفاً للوصول إلى 315 مليون مستخدم نشط يومياً، ومضاعفة إيراداته بحلول نهاية عام 2023.. لكن بعض المحللين يشككون في أن نوع الدعاية التي تتابع ماسك ستكون مفيدة لتويتر.
على الرغم من كل تلك الاضطرابات، فإن أكثر حقبة فوضوية في المجلس لم تأت بعد.. وقال نافارا إنه «من المرجح جداً أن يسبب تعيين ماسك في مجلس إدارة تويتر إثارة الجدل والكثير من الدراما».
وقد ذكر ماسك البالغ من العمر 50 عاماً بعض التلميحات حول خططه في تويتر. فمنذ 31 يناير، عندما بدأ بهدوء في الاستحواذ على مشاركات تويتر، انتقد ماسك الشركة «لفشلها في الالتزام بمبادئ حرية التعبير». وفي الآونة الأخيرة، وعد بأن اجتماع مجلس إدارة تويتر التالي «سيكون علنياً».
يتوقع بعض المحللين أن يؤدي ماسك دوراً نشطاً في تطوير منتجات تويتر وتحركات السياسة- بما في ذلك، على الأرجح، قرارها بإزالة دونالد ترامب من المنصة بشكل دائم في عام 2021.
وقال علي مغاربي، كبير محللي الأسهم في خدمة مورنينغستار للاستثمار، الذي تنبأ بأن الملياردير سيدفع لإعادة تنشيط حساب ترامب: «إن ماسك سيحاول ربما إقناع الشركة بتيسير الأمور قليلاً فيما يتعلق بتعديل المحتوى».. ولكن من غير الواضح مدى القوة التي يمكن أن يمارسها ماسك على هذا القرار بصفته عضو مجلس إدارة يتحكم وحده في حوالي عشرة أسهم من الشركة.
وأشار العديد من موظفي تويتر إلى أنهم قلقون بشأن مواقف ماسك من الاعتدال في المحتوى، بالإضافة إلى مزاعم العنصرية في مصنع تسلا، ووصف موظف آخر على تويتر أولئك الذين انزعجوا من تعيين ماسك بأنهم «أقلية».. ومن المقرر أن يجيب ماسك على أسئلة الموظفين مباشرة عندما ينضم إلى اجتماع الشركة الشامل الأسبوع المقبل.
من الآن فصاعداً، قد يحصل الموظفون على نظرة أكثر تفصيلاً على عملية صنع القرار في تويتر عبر منشورات ماسك نفسه.. ومهما كانت الألغاز التي تحيط بخطط ماسك لتويتر، فمن المحتمل ألا تظل غامضة لفترة طويلة.