الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

تنوع أسواق السياحة الإماراتية يعوّض تراجع السائحين الروس

تنوع أسواق السياحة الإماراتية يعوّض تراجع السائحين الروس
أثارت التطورات الجارية بين روسيا وأوكرانيا مخاوف فنادق وشركات سياحية محلية من فقدان الزائر الروسي خلال ذروة موسم السياحة الروسية الذي يأتي بالتزامن مع عيد الفصح في شهر أبريل المقبل تحت ضغط العقوبات المتوقعة على النظام المالي الروسي وتراجع قيمة الروبل، الأمر الذي سيتسبب في رفع كلفة البرامج السياحية بشكل كبير على الزائر الروسي، وبالتالي عزوفه عن السفر إلى الخارج، خاصة أن التعاقدات بين الشركات السياحية تتم بالدولار أو بالعملة المحلية.

وقالت مصادر عاملة في قطاع السياحة والسفر إنه على الرغم من هذه التخوفات إلا أن القطاع السياحي الإماراتي نجح من خلال ما يتمتع به من مرونة عالية وبدعم من قوة شبكة وجهات الناقلات الوطنية في تجاوز كافة الأزمات التي فرضتها الظروف الخارجية، مشيرين إلى أن هناك عدة خيارات أمام القطاع السياحي المحلي لتجاوز هذا التحدي الجديد، منها زيادة التركيز على أسواق بديلة يمكنها تعويض أي تراجع في السوق الروسي في حال حدث ذلك مثل السوق الصيني والسوق الخليجي، إضافة إلى ابتكار برامج سياحية بأسعار تنافسية من أجل المحافظة على استمرارية التدفق السياحي إلى الدولة.

وأضافت المصادر أن الخوف على السوق السياحي الروسي يأتي من جهتين، الأولى، من عدم القدرة على الحصول على المستحقات المالية في الوقت المحدد في ظل التوقعات بفرض حظر عالمي على النظام المالي الروسي، بينما يأتي التخوف الثاني من توقف التدفقات السياحية الروسية بشكل كامل في حال تم فرض حظر على حركة الطيران بشكل كامل.


وأضافت المصادر أن تراجع قيمة الروبل خلال الفترة الماضية يشكل ضغطاً كبيراً على السائح الروسي، لا سيما أن جميع العقود التي يتم توقيعها مع الشركات السياحية العالمية أو مع الفنادق تكون بالدولار أو بالعملة المحلية.


وقبل الأحداث الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا أظهرت توقعات «كوليرز» أن متوسط إنفاق المسافرين الروس في الإمارات ينمو بشكل كبير بين عامَي 2021 و2026، ليصل إلى نحو 280.1 دولار (1030 درهماً) للفرد، مع ارتفاع متوسط مدة الإقامة للسياح الروس، ليصل إلى 8.2 ليلة خلال الزيارة.

وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة تايم للفنادق، محمد عوض الله إنه على الرغم من أهمية السوق الروسي بالنسبة للقطاع السياحي المحلي إلا أن مرونة القطاع واعتماده على أسواق متنوعة يوفر له مرونة كبيرة في التعامل مع التحديات التي تفرضها الأزمات في الأسواق الخارجية، بحيث إنه في حال تضررت بعض الأسواق يمكن التركيز على أسواق أخرى،

وأضاف أن التخوف الأكبر لدى قطاع الضيافة بشكل عام هو فقدان الزائر الروسي بشكل كامل في حال تطورت الأحداث خلال الشهور المقبلة التي يتخللها عطلة عيد الفصح والتي غالباً ما تشهد تدفقات كبيرة للزوار الروس.

ومن جهته قال مدير عام «وكالة الفيصل للسفريات والسياحة» ياسين دياب: إن تراجع سعر الروبل الروسي خلال الأيام الماضية بشكل كبير لن يؤثر على التعاقدات المالية السابقة مع الشركات السياحية والفنادق، خاصة أن معظم هذه التعاقدات تتم إما بالدولار أو بالدرهم، لكن تأثير التراجع الكبير في قيمة العملة الروسية يكون بشكل غير مباشر لأنه يساهم برفع كلفة البرامج السياحية على الزائر الروسي.

وأضاف أن السوق السياحي الروسي يعتبر من الأسواق المهمة المصدرة للسياح إلى جميع أنحاء العالم، وأن فرض حظر مالي عالمي على روسيا واستبعاد البنوك الروسية من نظام سويفت سيكون له تأثير كبير عليها.

وأكد رئيس مجموعة العابدي للسياحة «سعيد العابدي» أن القطاع السياحي في الإمارات أثبت قدرة ومرونة عالية في التعامل مع التحديات التي تفرضها الأزمات العالمية، مشيراً إلى أن السوق الروسي من الأسواق المهمة بالنسبة للإمارات، لكن في حال تطورت الأوضاع وتم استبعاد روسيا من نظام سويفت المالي العالمي ستتأثر كافة المعاملات المالية بين الشركات السياحية الروسية ونظيرتها العالمية على المدى القريب.

وأضاف العابدي: لا شك أن تراجع الروبل سيشكل ضغطاً كبيراً على السائح الروسي، مشيراً إلى أنه في الوقت الحاضر لا تزال العديد من شركات الطيران تعمل على الوجهات الروسية، لكن هناك خشية من تطور الأوضاع، بحيث يتم فرض حظر جوي شامل يتسبب في شلل حركة السفر.